
وانطلقت مراسم التشييع الرسمية والشعبية المهيبة للشهيدين
السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، بمشاركة حشود غفيرة من أنصار ومحبي المقاومة من مختلف فئات الشعب اللبناني ودول أخرى.
وبعد ساعات من المراسم الرسمية في المدينة الرياضية، وأداء صلاة الجنازة على الجثامين الطاهرة، استمر موكب التشييع باتجاه موقع الدفن في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث وُري جثمان الشهيد السيد حسن نصرالله الثرى، مختلطًا بتراب المسجد الأقصى وتربة سيد الشهداء (ع). لكن مسيرته ستبقى مستمرة بكل قوة وعزم.
وفي تأبين تاريخي، ووري الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصر الله، الثرى في الضريح المُعدّ له في محلة طريق المطار، مساء اليوم، وذلك بعد حوالي خمسة أشهر على استشهاده، ليستحيل وداعه تتويجاً لنصر يليق بقائد عُلِّقت جنازته إلى حين انسحاب العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان.
وبعد وصول جثماني الأمينين العامين لحزب الله الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، إلى باحة ضريح السيد نصر الله انطلاقاً من المدينة الرياضية، كان المشيعون ينتظرون إلقاء النظرة الأخيرة على النعشين، وتم إلقاء التحية العسكرية، ثم أنزل نعش الشهيد السيد نصر الله، وحمل على الأكتاف ليشق طريقه بصعوبة إلى مثواه الأخير، فيما قدّر المنظمون أنّ أعداد المشاركين وصلت إلى مليون وأربعمئة ألف مشارك في مراسم التشييع اليوم.
وكان جثمانا الشهيدين قد نقلا في موكب مهيب وزحف جماهيري غير مسبوق، على متن عربة عسكرية مصفحة، وتوج نعشاهما بعمامتين سوداوين، فيما احتشد الآلاف على امتداد الطريق من المدينة الرياضية وصولاً إلى الضريح، ووسط هتافات فاق صداها هدير الطائرات الحربية الإسرائيلية التي ما كان لها ترهيب المشيعين وثنيهم عن استكمال تشييع شهيديهما، ليعلو ردهم بنداء: «لبيك يا نصر الله»، و«الموت لإسرائيل».
ورغم المشاركة الواسعة من كلّ فئات المجتمع اللبناني والداعمين من مختلف دول المنطقة، إلا أنّ وداع السيدين الشهيدين، كان بمثابة استفتاء جماهيري يؤكّد وحدة الموقف وحضور القضية في قلب كلّ فرد، مُرَسِّخاً بذلك الفكرة التي زرعها السيدان الشهيدان في النفوس: أنّ طريق المقاومة هو الطريق المستمر، مهما كانت الظروف.
حشود مهيبة من مختلف البلدان
وحضرت تشييع السيدين الشهيدين شخصيات ووفود رسمية من لبنان والخارج، حيث تقدم المشيّعين رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي مثّل أيضاً رئيس الجمهورية جوزيف عون، إضافة إلى وزير العمل محمد حيدر ممئلاً رئيس الحكومة نواف سلام. أما أبرز السياسيين المشاركين فكان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رئيس الجمهورية السابق إميل لحود، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان.
أما على المستوى الخارجي، فشارك وفد إيراني رفيع المستوى في . ترأس الوفد الإيراني رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، وضم أيضاً وزير الخارجية عباس عراقتشي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية من مختلف المؤسسات الرسمية الإيرانية. كما وصل إلى بيروت وفد يضم عائلات الشهداء الرئيس الإيراني السابق السيد إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان، وقائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني، مع ما يقارب أربعين نائباً.
كما شهدت المراسم حضور عشرات الشخصيات السياسية والدينية العراقية، من قادة الأحزاب وأعضاء البرلمان والمسؤولين الحكوميين، إضافة إلى وفد من الحشد الشعبي بقيادة رئيس الهيئة فالح الفياض وأركانه. وشهدت المراسم أيضاً مشاركة وفد رفيع المستوى من أنصار الله في اليمن برئاسة مفتي الديار اليمنية شمس الدين شرف الدين.
وشهدت مراسم التشييع تغطية إعلامية ضخمة، حيث شاركت نحو 600 وسيلة إعلامية من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى حضور عدد كبير من المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأعلنت اللجنة العليا لمراسم التشييع أن نحو 79 دولة شاركت في هذا الحدث الكبير بين مشاركات شعبية ورسمية.
الشيخ نعيم قاسم: إنا على العهد يا نصر الله
وفي كلمة مؤثرة خلال مراسم تشييع السيدين الشهيدين، شدّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على أن اليوم هو "وداع قائد تاريخي استثنائي وطني عربي إسلامي ويمثّل قِبلة الأحرار في العالم". وأوضح أن السيد نصر الله "قاد الأمة إلى المقاومة والمقاومة إلى الأمة، وبات كلاهما معه قلباً واحداً".
وأكد الشيخ قاسم أن السيد نصر الله كان "قائد العقول والقلوب ووجهته دائماً كانت فلسطين والقدس"، وساهم بشكل عظيم في إحياء القضية الفلسطينية وجعلها القضية المركزية للأمة".
هذا وأثنى الشيخ قاسم على الإرث الجهادي الكبير الذي تركه السيد نصر الله في قلوب الأحرار في العالم، مؤكداً أن خط المقاومة سيظل مستمراً على الرغم من الصعاب.
وكان حزب الله قد أعلن، رسمياً، في 28 أيلول الماضي استشهاد الأمين العام السيد حسن نصر الله.
وقال الحزب في بيان النعي: «سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيداً عظيماً قائداً بطلاً مقداماً شجاعاً حكيماً مستبصراً مؤمناً».
المصدر: وكالات