وأشار إلى ذلك، عضو مجلس خبراء القيادة في إیران وأستاذ درس الخارج في الحوزة العلمية، آية الله "الشیخ أحمد مبلغي" خلال کلمته بالمؤتمر الدولي للبيئة والثقافة والحضارة الإسلامية الذي نظمته الجمعية الإيرانية للدراسات القرآنیة والثقافة الإسلامية في العاصمة الايرانية طهران.
وأوضح آية الله الشيخ أحمد مبلغي قائلاً: "إن نوعاً من الإعجاز الذي لم يتم الانتباه إليه هو الإعجاز التطبيقي".
وأضاف قائلاً: "إحدى الأفكار الكبرى في القرآن الكريم التي يمكن تطبيقها على البيئة هي فكرة العدل والإحسان؛ حيث يأمر القرآن الإنسان بالعدل والإحسان، مما يدلّ على أهمية هذين الأمرين."
إقرأ أيضاً
وأشار إلى قوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، مبيناً "يمكن الوصول إلى فكرتي العدل والإحسان البيئي. على سبيل المثال، في مجال الصحة يمكننا أن نحقق عدلاً صحياً وإحساناً صحياً".
وأردف آية الله مبلغي موضحاً الفرق بين العدل والإحسان: "الإحسان هو التوجه نحو حالة من الرفاه والنعمة، بينما العدل يحدد الخطوط الحمراء المتعلقة بالحق، أي الحد الأدنى؛ العدالة هي مثالية بشرية ولكنها مقارنةً بالإحسان تعتبر حداً أدنى".
وأكد عضو مجلس خبراء القيادة في إیران على ضرورة العدالة البيئية، مبيناً: "إن العدالة البيئية اليوم مطروحة في أدب البيئة، ويقال إنه يجب أن تكون لدينا نظرة أخلاقية ومنصفة تجاه الطبيعة. بناءً على رواية الإمام الرضا (ع)، فإن دوام النعمة يعتمد على العدل والإحسان".
وأضاف أستاذ الحوزة العلمية: "إذا أعطى شخص هدوءاً نفسياً للمجتمع بفضل إحسانه، فهذا يعني أنه قد ساهم في الحفاظ على البيئة، لأن المجتمع غير المستقر يعتدي على البيئة، كما أنه من خلال الاحسان يتم تقليص النقص والثغرات والقضاء عليها، وهذا يساعد على الحفاظ على البيئة".
وأكد آية الله الشيخ أحمد مبلغي أن أفكار القرآن واسعة وقابلة للتطبيق، قائلاً: "إن فكرتي العدل والاحسان المبنيتين على الآيات القرآنية يمكن الاستفادة منهما في البيئة، ولا يمكن حماية البيئة دون مراعاة هاتين الفكرتين".
وتحدّث في الندوة، الأكاديمي الإيراني، والعضو في هيئة التدريس بجامعة العلامة "الطباطبايي" "محسن قاسم بور" حول "أساسيات ومؤشرات البيئة من منظور التعاليم الإسلامية" قائلاً: "إن الحفاظ على البيئة في الأديان الإبراهيمية يحتل مكانة خاصة".
وتساءل ما العلاقة بين مسؤولية الإنسان تجاه الطبيعة والمسؤولية الدينية؟ هل يعتبر الدين الإنسان مسؤولاً عن حماية الطبيعة واحترامها؟ ما هي المبادئ والأسس لاستخدام الموارد الطبيعية بشكل أمثل؟ هل تناول القرآن والأحاديث أهمية الماء والهواء النظيف والتربة السليمة؟ مؤكداً: "توجد نصوص في الروايات والآيات حول كل هذه المواضيع".
وأضاف قاسم بور: "يعتقد البعض أن التنمية المستدامة يجب أن تكون تنمية قائمة على البيئة؛ فالتنمية التي تقود إلى تدمير البيئة كارثة."