بعد الهجمات الوحشية الأخيرة من قبل الکیان الصهیوني الغاصب والدفاع القوي للقوات المسلحة، أصدر المجتمع القرآني في إيران بياناً كما يلي؛
"بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب الإيراني العظيم!
شهد الجميع أن الكيان الصهيوني الخبيث، في عمل همجي، قتل في صباح يوم الجمعة، عدداً من أفضل أبناء الأمة، من قادة عسكريين شجعان إلى علماء نوويين، وكذلك المدنيين والأطفال والنساء، وإن امتزاج دماء القادة العسكريين الذين هم روّاد القوة والسلطة في البلاد مع العلماء النوويين الذين هم محركو العلم والتقدم في إيران العزيزة، كشف عن دوافع أعداء الأمة في العداء للتقدم والسلطة الإيرانية بشكل أوضح.
ويرى المجتمع القرآني في إيران أنه من الضروري، مع تقديم العزاء والتهاني لاستشهاد جمع من أفضل القادة والمجاهدين والعلماء النوويين في بلادنا، أن يعبر في هذه الظروف التاريخية والمصيرية عن بعض النقاط الاستراتيجية المستندة إلى آيات القرآن الكريم، موجهة إليكم أيها الشعب البطل:
إقرأ أيضاً:
أولاً: أحد أهم شروط النصر في هذه المعركة هو الالتزام بتوصيات القرآن الكريم في الحفاظ على الوحدة القصوى في اتباع إمام المجتمع، والتماسك الوطني، والابتعاد عن أي نوع من الخلاف والافتراق والثنائية والتفريق: "وَأَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِیحُکُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ" (الأنفال: 46).
كما قال قائد الثورة، يجب أن تصل رسالة موحدة من داخل البلاد إلى العدو. اليوم، فإن إضعاف الوحدة الوطنية تحت أي عنوان هو خدمة كبيرة للعدو ومتناقض مع الأمن الوطني.
ثانياً: في الظروف الحالية، ما يحدد الفائز النهائي ليس فقط المعدات العسكرية للدول، بل "التحفيز والإرادة" و"القوة الناعمة" للشعوب هي ما له أهمية أكبر. بدون إرادات قوية وتحفيزات إيمانية وأفكار قرآنية، لا يمكن أن تحقق حتى أكثر التقنيات تقدماً أي شيء.
في هذه المعركة، الطرف الذي يملك إرادة أقوى هو الذي سيفوز؛ والإرادة القوية لا تتحقق إلا بوجود عنصرين رئيسيين هما "الأمل والوعي" و"الاتصال الروحي بالله". استناداً إلى منطق الآية الكريمة "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ"، فإن تقوى الشعب هي أساس النصر الإلهي، إن شاء الله.
ثالثاً: جميع أهل القلم والفكر والوعي وجميع المبلغين الدينيين والكتّاب عليهم واجب أن يقوموا بـ "توعية" وتقديم تحليلات دقيقة، وباختصار، وفقاً لقواعد "وجاهدهم به جهاداً كبيراً" من خلال "الجهاد الثقافي والجهاد اللساني والجهاد التبييني" لعدم السماح بتوجيه فكر وعقل عموم الناس وفقا لرغبات العدو.
"الجهاد التبييني" هو مكمل لـ "الجهاد العسكري" و"جاهِدُوا بألسِنَتِهم" للمبلغين هو دعم لـ "جاهدوا بأنفسهم" للمجاهدين العسكريين.
رابعاً: إن تقوية الإرادة الوطنية والاتصال الروحي بالقدرة اللامحدودة لله تعالى من القضايا المهمة الأخرى في الوضع الحرج الراهن، ويوصي القرآن الكريم بأن ما يساعدنا في خضم الحرب على أن نكون أكثر "ثباتاً في خطواتنا" هو "الذكر الكثير"، كما قال الله تعالى في الآية الـ45 من سورة "الأنفال" المباركة "یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا لَقِیتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْکُرُوا اللَّهَ کَثِیرًا لَّعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ".
وأيضاً، في بعض آيات القرآن الكريم المتعلقة بالعون الإلهي في غزوة بدر، يرى الله تعالى أن "استغاثة" و"دعاء" المؤمنين مؤثران جداً في النصر على العدو، كما جاء في الآية التاسعة من سورة "الأنفال" المباركة "إِذْ تَسْتَغِیثُونَ رَبَّکُمْ فَاسْتَجَابَ لَکُمْ أَنِّی مُمِدُّکُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِکَةِ مُرْدِفِینَ".
خامساً: إن المجتمع القرآني الإيراني، مع التزامه الكامل بقرارات قائد الثورة، ودعمه القوي للقادة العسكريين في البلاد، وثقته الكاملة بقراراتهم، يعلن أنه كما كان دائماً، سيكون جنوداً أوفياء لقائد الثورة الشجاع والقرآني، ولن يتردد لحظة واحدة في الدفاع عن الإسلام والثورة والوطن العزيز.
إن المجتمع القرآني يتمسك بقاعدة "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" ويعتقد أن نهاية هذه المعركة الصعبة هي انهيار النظام الصهيوني المزيف؛ "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ".