ایکنا

IQNA

باحث وأكاديمي إیراني:

نظرية اقتباس القرآن من العهدين باطلة تماماً وقابلة للنقد الجاد

12:18 - July 01, 2025
رمز الخبر: 3500765
طهران ـ إکنا: أكد عضو هيئة التدريس في معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية في إیران أن نظرية اقتباس القرآن من العهدين قابلة للنقد الجاد، وقال: "أولاً، النص المشترك ليس دليلاً على الاقتباس؛ وثانياً، النصوص المشتركة في القرآن والعهدين تختلف جوهرياً وماهيةً، ولهذا ولأسباب عديدة أخرى، فإن نظرية اقتباس القرآن من العهدين باطلة تماماً وقابلة للنقد الجاد".

أشار إلى ذلك حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ علي أسدي"، العضو في الهيئة العلمية في معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية في إیران، خلال الندوة العلمية التي أقيمت أمس الاثنين 30 يونيو / حزيران الجاري تحت عنوان "دراسة ونقد نظرية اقتباس القرآن الكريم من العهدين".

وتطرق إلى مفهوم الاقتباس بمعنى أخذ فكرة أو موضوع من شخص أو كتاب، وقال: "إن الاقتباس يمكن أن يكون وفياً أو غير وفي، موضحاً: "الاقتباس الوفي يمكن أن يكون على عدة أنواع؛ الأول نقدي، أي أن من يقتبس يأخذ المواضيع من الكتاب كما هي ويعرضها في قالب جديد؛ وأحياناً يكون الاقتباس تفسيراً جديداً للموضوع، والنوع الثالث هو القياسي، حيث يأخذ الفرد الفكرة من الكتاب أو من شخص ما، لكنه يعرضها في قالب جديد يتناسب مع الظروف التاريخية والجغرافية الخاصة به".

وأضاف الشيخ أسدي: "فيما يتعلق باقتباس القرآن من العهدين، يعتقد المستشرقون أن النبي (ص) اقتبس مجموعة من المواضيع في مجالات مختلفة من العهدين، وعبّر عنها بقالب جديد وباللغة العربية وبما يتناسب مع حاجات وظروف عصره".


إقرأ أيضاً:


وأردف أسدي قائلاً: "لدينا كتاب يسمّى الإنجيل، وهو مجموعة من الآيات التي نزلت على السيد المسيح (ع)؛ وبالطبع، لا يُذكر في القرآن ما إذا كانت الآيات التي نزلت على السيد المسيح (ع) قد أُملِيَت ودُوِّنَت كما في القرآن أم لا، كما أن تاريخ المسيحية نفسه ليس لديه رأي واضح في هذا المجال ويختلف فيه. وكذلك كتاب التوراة هو أيضاً مجموعة من الآيات وتعليمات الوحي التي نزلت على النبي موسى (ع)".

واستطرد الأكاديمي الإيراني مبيناً: "لكن العهدين اللذين يُعتَبرَان الآن الكتاب الديني لليهود والمسيحيين ليسا بالضبط نفس التوراة والإنجيل اللذين نزلا على النبي موسى (ع) والنبي عيسى (ع)؛ العهدان يتكونان من جزأين؛ الجزء الأكبر منهما، أي ثلاثة أرباع، هو العهد القديم؛ العهد القديم يتكون من 39 كتاباً ويُنسب إلى العديد من أنبياء بني إسرائيل، وخمسة كتب أو الأسفار الخمسة الأولى تُسمى التوراة، مزامير داود وكتب صموئيل وآيات يشوع، هي أجزاء أخرى من هذا الكتاب".

وقال العضو في الهيئة العلمية في معهد العلوم والثقافة الإسلامية، أنه على عكس القرآن، جُمِعَ العهد القديم خلال ألف سنة وليس خلال 23 سنة، وقال: "العهد الجديد أيضاً على هذا النحو، فهو مجموعة من الكتابات؛ في بدايته توجد أربعة أناجيل؛ نحن نعتقد أن مجموعة من الآيات الوحيانية نزلت على عيسى (ع) في قالب الإنجيل، لكن المسيحيين لا يقبلون ذلك ويعتبرون عيسى (ع) نفسه هو مصداق الوحي وكلمة الله، ويعتبرون الإنجيل كلمات وأحداث وسيرة حياة السيد المسيح (ع)".

وأشار إلى نظرية اقتباس القرآن الكريم من العهدين، وأكدّ أهمية نقد هذه النظرية، مضيفاً: "هذه النظرية تشكك في وحيانية وقدسية القرآن ونبوة ورسالة النبي الأعظم (ص)، ولذلك يجب بالتأكيد نقدها؛ أهم سبب يستند إليه المستشرقون في اقتباس القرآن من العهدين هو المحتوى المشترك والتشابهات التي يحملها القرآن مع العهدين، خاصة فيما يتعلق بالأنبياء والأمم السابقة؛ فبعض الروايات القرآنية عن قصص الأنبياء مشتركة مع روايات العهد القديم، وخاصة أسفار التوراة الخمسة."

4291829

captcha