
أشار إلى ذلك، الباحث الایراني في الدراسات الدينية "حجة الإسلام الشیخ مسعود عمراني"، في حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية، حول دور علماء الشيعة في توسعة الخطاب الإسلامي ونشره.
وقال: "لقد اضطلع علماء الشيعة عبر التاريخ بدورٍ أساسي في توضيح وترسيخ وصيانة أصول الثقافة الإسلامية؛ فقد قاموا من خلال تأليف المصادر الفقهية والكلامية والأخلاقية، مثل الكُتب الأربعة الحديثية، بتقوية الأسس النظرية والمعرفية للثقافة الإسلامية، وكان لهم دور بارز في الحفاظ على أصالة الدين."
وأضاف: "سعى علماء الشيعة دائماً إلى نقل الدين من الهامش إلى صميم الحياة الاجتماعية، وجعله في قلب العلاقات الإنسانية والاجتماعية وفي العصر الحديث أيضاً، من الثورة الدستورية حتى الثورة الإسلامية، قام هؤلاء العلماء من خلال توضيح مفاهيم مثل العدالة والحرية والكرامة الإنسانية، بتحويل الثقافة الإسلامية إلى قوة دافعة للتحول الاجتماعي."
وفيما يخصّ دور الحوزات العلمية في هذا الشأن، أوضح: "تُعَد الحوزات العلمية كـ مراكز تربوية فعّالة، وقد أدّت دوراً رئيسياً في تربية النخب الفكرية والدينية، فـ حوزتا قم المقدسة والنجف الأشرف، من خلال اعتماد نظام الحلقات الدراسية، قامتا بتخريج العلماء الدينيين على ثلاثة مستويات وهي "التمهيدية" و"السطوح" و"الخارج"، ووفرتا هيكلاً منظماً للتربية العلمية والروحية للطلاب."
وأردف مبيناً: "إلى جانب التعليم التقليدي، قامت هذه الحوزات أيضاً بإنتاج خطاب ثقافي، وتُعَدّ الدروس الفلسفية مثل "شرح الإشراق لملا صدرا" والتفاسير العميقة والمبتكرة مثل "الميزان" للعلامة الطباطبائي من الأسس الفكرية والنظرية للفكر الإسلامي الحديث التي نشأت في الحوزات العلمية."
واستطرد قائلاً: "لعبت الحوزات العلمية دوراً هاماً في بناء الشبكات العالمية؛ إذ قامت بإنشاء فروع ومراكز تعليمية في مناطق من أفريقيا وأوروبا وأمريكا، مما أتاح توسيع الخطاب الشيعي على المستوى الدولي."
وفيما يتعلق بمنهج علماء الشيعة في نشر الخطاب الإسلامي، قال الشيخ مسعود عمراني: "لقد استفاد علماء الشيعة من الأساليب الدعوية الحديثة في سبيل نقل القيم الإسلامية إلى الجيل الجديد، فقد سعوا، من خلال فهمهم للظروف الاجتماعية والثقافية للعصر الحاضر، إلى إيصال رسالة الدين بلغة معاصرة وباستخدام أدوات جديدة إلى الشباب."
فعلى سبيل المثال، قام الشهيد مرتضى مطهري (رحمه الله) بنقل المفاهيم الدينية إلى الشباب بلغة سهلة ومفهومة للجميع من خلال تأليف كتب ذات لغة سهلة تعتمد على القصص.
واستطرد مبيناً: "إلى جانب هذه الجهود الفردية، أصبح تأسيس المؤسسات الشعبية أيضاً من أولويات علماء الشيعة، فإقامة جمعيات ومؤسسات مثل "المعهد التعليمي والبحثي للإمام الخميني (ره)" و"المؤسسة العلمية الثقافية لآية الله البروجردي (ره)" يدل على الاهتمام الجاد بالتعليم والتربية والتوجيه الفكري للجيل الشاب في إطار القيم الإسلامية."