وأشار إلى ذلك، "محمد رضا سنكري"، مدير قسم الأدب في معهد أبحاث الثقافة والفكر الإسلامي في إیران ضمن محاضرة بعنوان "العزة في ثقافة وتعاليم الإمام الحسین (ع)"، والتي أقيمت بمبادرة من مؤسسة ثقافة عاشوراء في مكتبة "مخبر دزفولي" بمدينة "الأهواز" جنوب غربي إیران.
وقال: "إن عزة النفس هي نوع من الشعور بالقيمة والقدرة والقوة وعدم القابلية للهزيمة. عزة النفس تختلف عن النرجسية. لدينا مصطلح يسمّى النرجسية أو النارسيسية، وهو نوع من اضطراب الشخصية. الشخص النرجسي يرى نفسه بحاجة إلى اهتمام واحترام الآخرين، وإذا لم يُنتبه إلى سلوكه أو عمله فقد يتعرض للاضطراب في مسيرته وأعماله الإيجابية؛ بعبارة أخرى، يسعى لأن يُرى ويُمدح".
وأضاف: "هناك نوع آخر من العزة هو العزة الوطنية، والتي سأتحدث عنها أكثر بحسب الموقف الذي نعيشه".
إقرأ أيضاً:
وأردف مبیناً: "المقصود من العزة الوطنية هو أن يشعر المجتمع بأنه سيد نفسه، وألا ينتظر أحداً، وألا يفرض الآخرون عليه قراراتهم، وأن تنبع القرارات من داخل المجتمع نفسه. هذه هي العزة الوطنية".
واستطرد محمد رضا سنكري قائلاً: "ربما تعلمون أنه في وقت من الأوقات في هذا البلد، جاء رؤساء ثلاث دول وهي أمريكا وروسيا وإنجلترا، ومن دون أن يستأذنوا أحداً، عقدوا اجتماعاً في طهران ليقرروا بشأن إيران، كان هناك يوم كهذا".
وتابع هذا الأستاذ الجامعي قائلاً: "الكابيتولاسيون هو مصطلح تعرفونه جميعاً، وكان هذا إهانة وطنية. أي أن الآخرين إذا ارتكبوا أي جريمة في بلادنا، يكون لهم الحصانة ولا يتعرض لهم أحد، كانت عزتنا الوطنية في تلك الفترة مشوهة".
وتساءل ما الذي يكسر العزة الوطنية؟ موضحاً: "إن الله تعالى في القرآن الكريم قد عرّفنا بعوامل هزيمة العزة الوطنية، فقال: "أول عامل هو حسن الظن والثقة بالعدو، إذ يقول الله تعالى في الآية 113 من سورة هود المباركة: "وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ"، إذا اعتمدتم على العدو، فاعلموا أنكم ستبقون بلا سند.
وأوضح مدير قسم الأدب في معهد أبحاث الثقافة والفكر الإسلامي في إیران، قائلاً: "إن المقصود من هذا الاعتماد والثقة هو الاعتماد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي".
وقال: "لدينا تجارب مؤلمة جداً من هذا الاعتماد على العدو، في الأيام التي جاء فيها الإنجليز والأمريكيون إلى هنا واستولوا على هذه الأراضي، جعلونا نعتمد على منتج واحد فقط، واضطررنا إلى استيراد بعض المنتجات الزراعية من الخارج وأصبح لدينا تبعية اقتصادية. إيران التي تملك هذا القدر من الأراضي ولديها إمكانيات للإنتاج، كانت تستورد منتجاتها الزراعية من الخارج، كانوا يهينوننا ويقولون إنكم لا تملكون القدرة على الإنتاج".
4291456