أشار إلى ذلك، الأكاديمي الايراني والعضو في اللجنة العلمية بجامعة "الشهيد بهشتي" في العاصمة الايرانية طهران، "الدكتور رحيم نوبهار"، في محاضرة له بالجلسة الرابعة من ندوة "مصباح آخر" ضمن سلسلة ندوات بيت المفكرين للعلوم الإنسانية التي أقيمت بمناسبة ذكرى استشهاد سيد الشهداء(ع) بعنوان "صراع الصلح والعدالة في مرآة مدرسة الإمام الحسين(ع)".
وقال: "إن قضية تعارض وتزاحم القيم موضوع معروف، عندما نلجأ إلى العقوبة من أجل العدالة، فإننا نُبعد الصلح عن متناول اليد، نحن في حياتنا اليومية الشخصية نواجه كثيراً مسألة التزاحم بين الصلح والعدالة".
إقرأ أيضاً:
وأضاف: "يمكن ذكر العديد من الأمثلة على ذلك، فـ هناك ثلاث وجهات نظر في العالم لحل هذا التعارض، لكن في الأدبيات الإسلامية لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع بالتفصيل."
وأردف مبيناً: "الرأي الأول هو إنه من الخطأ فصل السلام عن العدالة؛ أي أن السلام الذي لا توجد فيه عدالة ليس سلاماً، والعدالة التي لا يوجد فيها سلام ليست عدالة."
واستطرد موضحاً: "هناك رأي آخر يقول إنه في المجتمع الذي تُراعى فيه العدالة سيتحقق السلام. هناك العديد من الآيات في القرآن التي تشير إلينا كـ مسلمين أن مهمتنا هي صنع السلام، مثلاً يقول تعالى: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".
وأكدّ الدكتور رحيم نوبهار: "قد اختُزل الصلح في القراءة الفقهية إلى معاملة بين شخصين. نادراً ما نجد كتاباً فقهياً يتناول الصلح وصنع السلام بين دولتين. الآيات التي تتحدث عن الصلح لا يوجد فيها قيد حول السلام، والسلام يُعتبر قيمة مطلقة."