ایکنا

IQNA

ماذا لو فشل العدو في السياسة كما فشل في الحرب؟

16:15 - August 06, 2025
رمز الخبر: 3501215
بيروت ـ إکنا: لا بأس أن تجتمع الحكومة اللبنانية لاتخاذ قرار بحصرية السلاح، وتحديد فترة زمنية لذلك، فهذا لا يشكّل طامة كبرى لمن يقاوم الاحتلال ويدافع عن الوطن، فلا داعي لأن ينفعل البعض إزاء اتخاذ هذا القرار في ظل ضغوط عربية ودولية هادفة لخدمة العدو بعد فشله في حربه على محور المقاومة.

فالعدو منذ سنتين يحاول جاهدًا نزع السلاح من غزة ولبنان والعراق وإيران واليمن! وقد حشر لدعمه كل قوى الاستعمار في العالم لمساعدته في تحقيق هذا الهدف، ولكنه،كما نراه، ينازع حتى الموت في جيشه واقتصاده واجتماعه، حتى أنه لم يتبق له وحدة انصهار معنوى بعد تلاشي نظريات الردع ،والإنذار المبكر، وتفكك الجبهة الداخلية، فكل ما عمل له طيلة عقود من الزمن انهار وأصبح أنقاضًا منذ طوفان الأقصى!

ولهذا نراه مع داعميه من غربيين وعرب يضغط على الحكومات والدول الضعيفة والمترهلة لاتخاذ قرارات بحصرية السلاح على أمل أن تكون له فائدة أو أدنى انتصار، مستعيضًا بذلك علّه يحدث انشقاقات وفتن داخلية تساعده على تحقيق أهدافه! وهنا نقول: إن البأس كل البأس، أن يحزن المدافعون عن الأرض،والمقاومون لعدوهم،من إجراءات حكومية لا تخدم مشروع المقاومة،فهذه الحكومات اعتادت على المساومة والخوف على مصالحها!

إقرأ أيضاً:


فكل حكومات التطبيع العربي ترى في المقاومة عبئًا عليها،وكل استجابة للضغط الصهيوني هي بمثابة رسالة لقبول التطبيع،فإذا كانت الحكومة اللبنانية قد استجابت للضغوط،فقد يكون ذلك منها مجرد تكتيك سياسي،لعلمها المسبق بكل تجارب الحكومات السابقة عليها،بدءًا من حكومة اتفاق السابع عشر من أيار ٨٣، وانتهاءً بها!

فالأمر ليس مجرد اتخاذ قرار بحصر السلاح أو نزعه،وإنما هو تأطير نظري لا قيمة عملية له في واقع ملتبس بالطوائف والمذاهب،ولا يمكن الفوز بمعالجاته إلا بصيغ توافقية ليس إلا،…وهكذا،فإن الأعداء يحاولون الاستفادة من ترهل الحكومات لتحقيق أهداف عجزوا عن تحقيقها بالحرب،فهم يريدون تفكيك النووي في إيران،وتحجيم البرامج الصاروخية فيها،وفعلوا مثل ذلك مع حركة حماس في غزة!ولا تزال محاولاتهم قائمة علّهم يتمكنون لا من حصرية السلاح فحسب،بل من الفوز بأحداث الفتن الداخلية التي من شأنها بنظرهم صرف السلاح عنهم!ولكنهم ،كما نرى،يفشلون في محاولاتهم البائسة رغم مرور سنتين على حروبهم في المنطقة!

لقد فشل الأعداء في تحقيق أدنى تحوّل استراتيجي لصالحهم، فلا زالت حماس تقاتل في غزة وكذلك اليمن نراه في كل يوم يصبغ حياة الصهاينة بمزيد من القلق! وكذلك لبنان فلا يزال العدو متخوفًا من سطوة سلاحه، فضلًا عن إيران التي خرجت من الحرب بكل قوتها!

ويبقى السؤال،ما هي فائدة أن تتخذ حكومة هنا أو هناك،قرارات بحصرية السلاح،طالما أن الحروب لم تفلح في ذلك،ولعل ما أقدمت عليه الحكومة اللبنانية تجاوبًا مع الضغوط الدولية،يكون مفيدًا لها في إطار ما تراه لنفسها من عجز عن تحقيق المراد منها دوليًا،فهي ليست قادرة على ترجمة قراراتها في واقع كونها تعيش تفاعلات وتناقضات تجعلها عاجزة عن القيام بما هو مطلوب منها!

فالعدو المستعمر طلب أن يطاع،فكان له المستطاع،ويبقى السؤال،ماذا عن حصرية الأعداء في أزماتهم العسكرية والاقتصادية والسياسية،فهم بكل ذلك ينحصرون عن الواقع،لتكون لهم شرور الهزائم.فلا تبتئسوا أيها المقاومون من ترهل القرارات على أبواب الخيارات لأمم تحولت فيها الأرواح إلى سلاح!فانظروا أنى شئتم،فهل ترون غير عجز الأعداء في ميادين القتال!؟
 
بقلم أ.د.فرح موسى: رئيس المركز الإسلامي للبحوث والدراسات القرآنية في لبنان
captcha