
وتُعدّ ظاهرة الفقر والتسول من أخطر المشكلات الاجتماعية التي تهدّد استقرار المجتمعات وتوازنها، فهي لا تقتصر على حرمان الأفراد من حاجاتهم الأساسية، بل تمتد لتؤثر في الأمن الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي.
فانتشار التسول يعكس وجود خلل في منظومة
العدالة الاجتماعية ويؤدي إلى إضعاف الإنتاجية وانتشار البطالة والاعتماد على الغير، كما يفتح الباب أمام استغلال الأطفال والنساء في ممارسات لا أخلاقية تحت ستار الحاجة.
وفي هذا الإطار قامت
مؤسسة "ن" القرآنية في العاصمة اليمنية صنعاء بإصدار كتاب (ثقافة الفقر والتسول) والذي تهدف من خلاله إلى بيان بعض الآليات للحدّ من ظاهرة التسول.
ولقد استندت المؤسسة في إعداد هذا الكتاب على ما قدمه الامام زين العابدين(عليه السلام) للبشرية في هذا الصدد، فلقد كان عليه السلام من أبرز القادة الذين سعوا لمحو مظاهر الفقر المدقع والتسول بين الناس، فلقد أدرك الإمام(عليه السلام) أن ظاهرة التسول ليست مجرد مسألة فردية، بل هي انعكاس لضعف النظام الاجتماعي وعدم تكافؤ الفرص، وهو ما يحتم على الحاكم الشرعي التدخل لإقامة العدالة الاجتماعية وتوزيع الموارد بشكل عادل.