ایکنا

IQNA

باحث إیراني في الدراسات القرآنية یؤكد:

ضرورة الإهتمام بالحقائق الاجتماعية في تحليل آيات القرآن

10:14 - October 06, 2025
رمز الخبر: 3501887
قم المقدسة ـ إکنا: قال أستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية والباحث الايراني في الدراسات القرآنية "آية الله مبلغي": "إذا لم ندخل عنصر التحليل النفسي ـ الاجتماعي في فهم آيات القرآن، فهناك خوف من ألا تكون الأحكام المستنبطة قابلة للتطبيق في مجال الحياة".

وأشار إلى ذلك، آية الله "الشيخ أحمد مبلغي"، عضو مجلس خبراء القيادة وأستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية، في مقال نشره عبر وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية  بعنوان "إدخال عنصر علم النفس الاجتماعي في الاستنباط".
 
فيما يلي نصّ المقال:
 
"المحقق الأردبيلي في تفسير بعض النصوص، لا يكتفي بمجرد ظاهر الأمر، بل يبحث عن جذوره في ساحتين: الأولى في نفس الإنسان والثانية في الواقع الاجتماعي بحیث يقرأ النص لا في فراغ، بل في سياق الحياة الإنسانية والحياة الجماعية.

المحقق الأردبيلي عندما يصل إلى آراء بعض الفقهاء حول حرمة الهجر؛ الفقهاء الذين اعتبروا ترك أي نوع من أنواع التواصل أمراً ممنوعاً، لا يبقى أسير الألفاظ، بل يزن الحكم بميزان الواقع الاجتماعي حیث یقول "وإذا كان هجر كلّ واحد حراما، فلا يشتغل بشي‌ء إلّا التزاور ..."
 
المحقق الأردبيلي في هذا السياق لا يكتفي بالنصوص فقط، بل يستشهد بالسيرة التاريخية لأهل الدين ويشير إلى أنه حتى في حياة الأنبياء (علیهم السلام) والأولياء والصالحين، حدث أحياناً ترك المعاشرة والهجر حیث یقول "ولهذا ترى أنه واقع من الصلحاء والأتقياء بل الأنبياء والأولياء ....".

هذا الاستشهاد يدل على أن فهمه للنصوص لم يكن مبنيًا على التجريد والانتزاع، بل على محور التجربة المعيشية للمجتمع الديني. بعبارة أخرى، هو يرى النص في مرآة العمل؛ ذلك العمل الذي جرى في تاريخ المؤمنين وفتح الطريق للتعايش المعقول والممكن.
 
ما ذكرناه كان أمثلة بسيطة، لكن وراء بساطتها تكمن حقيقة عظيمة: أهمية الالتفات إلى الحقائق الاجتماعية في تحليل النصوص التي ترتبط مفاهيمها بالروح والنفس البشرية. فكثير من النصوص تحمل أحكامًا ذات طبيعة نفسية-اجتماعية؛ نصوص مكانتها في فقه التربية، وتدور حول التفاعل بين قلب الإنسان وروحه وبيئته الاجتماعية. إذا لم نُدخل عنصر التحليل النفسي-الاجتماعي في فهم هذه النصوص، فمن المحتمل أن تُستنبط أحكام وتُعرض فتاوى على المجتمع لا تتوافق مع الواقع ولا يمكن تطبيقها في الحياة. مثل هذا الفقه، وإن اعتمد على ظاهر النص، فإنه يغفل عن حقيقة النص؛ لأن حقيقة النص تكمن حيث يتوافق لغته مع روح الإنسان وبنية المجتمع، لا أن يضع على عاتق الإنسان تكليفًا لا يطيقه.

هذا الاستناد يُظهر أن فهمه للنصوص لم يكن قائماً على التجريد، بل كان مرتكزاً على تجربة المجتمع الديني الحية، بعبارة أخرى، إنه يرى النص في مرآة العمل.

4308590
captcha