وأشار إلى ذلك، الباحث الایراني في الشؤون الدينية والعضو في هيئة التدريس لقسم الثورة الإسلامية بجامعة المعارف الإسلامية في إیران، حجة الإسلام والمسلمين "الشیخ حميد أحمدي"، في مقال أرسله إلى وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية، وقال: "لقد ذكر الله تعالى الصلاة في القرآن الكريم بعناوين مختلفة، منها "الصلاة" التي تدلّ على هذه العبادة الرفيعة بأجزائها وأذكارها المختلفة، وأحياناً يُشار إليها بالركوع والسجود".
وأضاف: "أُشير إليها أيضاً بالتكبير كما ورد في سورة المدثر "وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ"، ووفقاً لما ذكره المفسر الايراني الكبير المرحوم العلامة "الطباطبائي" وبعض المفسرين الآخرين، المقصود هو الصلاة التي هي مطلعها وركنها."
وأردف الشيخ حميد أحمدي قائلاً: "كما أُشير إلى الصلاة في الآية الـ78 من سورة الإسراء باسم "قرآن الفجر" حيث قال تعالى "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا".
إقرأ أيضاً:
واستطرد مبيناً: "هذه الآية تحمل دقائِق ولطائف عدة، كما يبيّن المرجع الشيعي الكبير آية الله جوادي آملي وقال: لكي يستقر القرآن في وجود الإنسان، جُعل جزء من هذا القرآن على هيئة صلاة، فهو قرآن مجسّد ومُمثّل. فقال انهض في أفضل الأوقات وهو السحر! طبّق جزءاً من هذا الكتاب في نفسك على هيئة صلاة، لأن تعبير "إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ" هو تعبير خاص، فلا يقول صلاة الصبح؛ بل يقول قرآن الصبح."
وأشار الباحث الايراني في الشؤون الدينية الى أن القرآن الكريم يرى أن تحمل العبء الثقيل للمعنى والوحي ممكن بالصلاة، كما جاء بعد الأمر بالعبادة الليلية والسحرية بتلاوة القرآن وإقامة الصلاة في الآية الخامسة من سورة المزمل: "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا"؛ أي أن تحمل هذا الكلام والقول الثقيل لن يكون ممكنًا إلا بالتمسك والتوسل بالقرآن وجعل النفس قرآنية.
وصرّح أن القرآن الكريم يعتبر رفع العبء الثقيل للذنوب والآثام من ثمار الصلاة، وهو عبء ثقيل يذكره القرآن في الآية الـ13 من سورة العنكبوت: "وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ".
كما قال الله تعالى في الآية 45 من سورة العنكبوت: "...إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ..." هذا المنكر والفحشاء هو العبء الثقيل الذي تستطيع الصلاة أن ترفعه وتوفر خفة الروح وصعود البشر، ومع أن تصبح النفس قرآنية نتيجة تجسيد ذلك بإقامة الصلاة، في يوم الحشر أيضًا ترفع أعباؤها الثقيلة وأعباء الآخرين التي على عاتق الإنسان وتخفف، لأن النفس القرآنية والذات الإنسانية المأنوسة بالصلاة لا تحمل ثقل الذنوب والآثام في الدنيا التي هي مزرعة الآخرة، وتترك كل تلك الأثقال في الآخرة.