
وأقيمت الدورة الأولى من
مسابقة "زين الأصوات" القرآنية الوطنية الأولى يومي الأربعاء والخميس 1 و 2 أكتوبر 2025 في مدينة قم المقدسة(جنوب العاصمة الايرانية طهران)، وذلك بتنظيم مؤسسة آل البيت(ع) القرآنية ـ الثقافية في إیران.
ولم تكن هذه المسابقة القرآنية مجرد ساحة لمنافسة
القراء الشباب والناشئين، بل استضافت شخصيات قرآنية من داخل وخارج إیران بحيث كان "السيد حسنين الحلو" من بين الضيوف المميزين لهذا الحدث القرآني، حيث تابع تلاوات المشاركين بعين الخبير.
وفيما يلي نصّ الحوار الذي أجرته وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا) مع "السيد حسنين الحلو" على هامش النسخة الأولى من مسابقة "زين الأصوات" الوطنية الأولى لتلاوة القرآن الكريم:
إكنا - ما هي الإنجازات والآثار التي يمكن أن تحقّقها مسابقات مثل "زين الأصوات" في تطوير الأنشطة القرآنية وتوجيه جيل الشباب؟
إسمحوا لي أولاً أن أشكر منظمي هذه المسابقة القرآنية. ما شهدناه في مسابقة "زين الأصوات" لم يكن مجرد منافسة عادية، بل كان إكتشافاً عظيماً. لقد شهدنا في هذه المسابقة شخصيات إستثنائية ومواهب نادرة، خاصة في الفئة العمرية للناشئين، الذين قدّموا أداءً مذهلاً بقوة ومهارة. لقد سمعنا بعض تلاوات هؤلاء الناشئين سابقاً في المحافل المختلفة أو الفضاء الافتراضي، ولكن كان هناك العديد منهم الذين تألقوا لأول مرة، وقد سجلنا أسماءهم للاستفادة من حضورهم في
برنامج "محفل" القرآني الذي يتم بثّه خلال شهر رمضان على التلفزيون الايراني.
النقطة الأعمق حول أهمية مثل هذه المسابقات في إيران هي وجود هيكل إرشادي قوي من قبل أساتذة ذوي خبرة. هذه المسابقة ليست مجرد ساحة للمنافسة؛ إنها ورشة عمل تعليمية حية. يقدّم العديد من هؤلاء الناشئين، بمواهبهم الفطرية وأصواتهم الرنانة، تلاوات ممتازة للغاية، ولكن في خضم هذه العروض المتألقة، توجد نقاط فنية وتفاصيل دقيقة لا يمكن إلا لعين خبير وأذن متمرسة لأستاذ ذي خبرة أن تكتشفها وتصحّحها. هذه العملية من التصحيح والتوجيه تجعلهم أكثر استعداداً وتمكناً للمنافسة في المحافل الدولية وفي الأعمار المتقدمة.
إكنا - ما مدى قدرة هذه المسابقة القرآنية على أن تقام على المستوى الدولي، وهل لديكم أمثلة ملموسة على النجاحات الدولية للقراء الإيرانيين، وخاصة الناشئين؟
أجيب على هذا السؤال بثقة تامة بأن مسابقة "زين الأصوات" تحظى بقدرة عالية لكي تقام على المستوى الدولي. هذا ليس مجرد توقع، بل يستند إلى أدلة ملموسة. إذا نظرنا إلى السجل اللامع للقراء الإيرانيين الناشئين في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، نرى أن ممثلي إيران قد حصلوا على المركز الأول أو كانوا ضمن أفضل ثلاث دول في المسابقات الدولية المرموقة. حتى في جائزة "العميد" الدولية لتلاوة القرآن التي تُخصّص تقليدياً للعراق والقراء الناطقين باللغة العربية، تمكن القراء الإيرانيون الناشئون من الفوز بالمراتب الأولى في هذه المسابقة متفوقين على منافسين أقوياء من مصر والعراق ودول أخرى. هذا ليس إنجازاً صغيراً. يمكن القول بجرأة إن القراء الناشئين في إيران اليوم يُعرفون كمنافسين جادين وعنيدين لنظرائهم المصريين والعراقيين على الساحة العالمية، وبدون شك، تعدّ مسابقة "زين الأصوات" منصة انطلاق لهذه التألقات الدولية.
إكنا - ما هي توصياتكم أو اقتراحاتكم الخاصة لرفع جودة هذه المسابقة وفعاليتها في المستقبل؟
أودّ أن أؤكد على محورين رئيسيين. المحور الأول هو العدالة التعليمية ودعم المواهب القرآنية المحرومة. لقد رأيت وسمعت الكثير عن الأعزاء من المدن والمناطق النائية، بإمكانيات قليلة ودون وصول دائم إلى أساتذة كبار، وصلوا إلى هذه المرحلة فقط بحبّهم للقرآن وجهودهم الشخصية. هؤلاء هم كنوز إيران الخفية. من الضروري جداً تصميم آلية لتحديد هذه المواهب اللامعة ولكن المحرومة، ودعمها، وتوفير التغطية التعليمية لها من قبل أساتذة ذوي خبرة. يجب أن نتأكد من أن الموقع الجغرافي لا يمنع ازدهار موهبة قرآنية.
المحور الثاني هو تنويع المدارس وأساليب التلاوة. لا أريد أن أمدح أو أنتقد أسلوباً معيناً.بالتأكيد، أساتذة مثل الشيخ عبد الباسط أو الشيخ مصطفى إسماعيل هم قمم فريدة في فنّ التلاوة، وتقليدهم ذو قيمة كبيرة. لكن عالم التلاوة أوسع بكثير من هؤلاء. لدينا مدارس غنية وقراء عظماء مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، والشيخ محمد رفعت، والشيخ محمود خليل الحصري، وكل منهم يمثّل عالماً من التقنيات والدقائق. من الجيد أن نشجع قراءنا الشباب ونوجههم نحو دراسة هذه المدارس المتنوعة وتقلیدها. هذا التنوع في الأساليب لا يقلّل من الرتابة فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى إثراء أكبر وإبداع، وفي النهاية إلى تشكيل أسلوب إيراني متميز ومميز في تلاوة القرآن. هذه هي الرؤية الجميلة التي أتصورها لمستقبل القرآن الكريم في إيران.