ایکنا

IQNA

التعاون في القرآن / 7

التعاون؛ معيار لبناء المجتمع

11:34 - October 25, 2025
رمز الخبر: 3502129
طهران ـ إکنا: إنّ أساس المجتمع المدني هو التعاون، والتكافل، وتبادل المصالح؛ ولهذا فإن الإسلام يعتبر التعاون من الضرورات الفكرية المعيارية ويولي له اهتماماً خاصاً.

التعاون؛ معيار لبناء المجتمعإنّ الأخوّة الإسلامية هي من أسس التعاون الاجتماعي وتأمين حياة المحتاجين والمحرومين في المجتمع الإسلامي، وقد أشار إليها القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.

ويقول القرآن الكريم "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"؛ (الحجرات: 10)، جعل الإسلام المسلمين إخوة لبعضهم البعض ليحول تضارب المصالح إلى مشاركة المصالح والتعاطف؛ ولذلك، بما أنهم إخوة، يجب أن يساعدوا بعضهم البعض.

وبناءً على ذلك، إذا وجد فقير في المجتمع، فلا ينبغي للمسلم أن يسمح له بأن يبقى جائعاً أو بلا مأوى، في حين أنه يملك الإمكانيات اللازمة لتلبية احتياجاته واحتياجات الفقير.


إقرأ أيضاً:


وروي عن رسول الله (ص) في الحديث الشريف "مَثَلُ المُؤمِنينَ في تَوادِّهِمْ وَتَعاطُفِهِمْ وَتَراحُمِهِمْ مَثَلُ الجَسدِ؛ إذا اشتكى مِنهُ عُضوٌ تَداعى سائرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمّى".

أساساً يحتاج الإنسان إلى تحقيق السعادة في حياته والوصول إلى الكمال، وهذه الاحتياجات لا يستطيع أن يلبّيها بمفرده، ولهذا يجب أن يشكل مجتمعاً ويتعاون مع الآخرين؛ وبالتالي، فإن أساس المجتمع المدني هو التعاون والتكافل وتبادل المصالح.

وقد قيل أيضاً إن تكوين المجتمع والتعاون بين البشر أمر فطري لديهم، كما أن الفروق بين أفراد المجتمع من حيث القدرات الجسدية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية وغيرها، تقتضي أن يكونوا عوناً لبعضهم البعض في مختلف جوانب الحياة.

لذلك، اهتمت المدرسة الإسلامية بالتعاون كإحدى ضرورات التفكير المعياري، ومع التأكيد على الإحسان والمسارعة في التعاون ومساعدة المؤمنين لبعضهم البعض، حذرتهم من أي تعاون في الشرور التي تؤدي إلى عدم المساواة والظلم الاجتماعي. بناءً على الروايات الإسلامية، للمسلمين حقوق وواجبات تجاه بعضهم البعض، ومنها "المواساة في المال"؛ ومن أمثلتها عند نقص سلعة في السوق، حيث يشارك الفرد الآخرين في السلعة الزائدة عن حاجته.

روي عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِی جَهْمٍ عَنْ مُعَتِّبٍ قَالَ: "قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ تَزَیَّدَ السِّعْرُ بِالْمَدِینَةِ. کَمْ عِنْدَنَا مِنْ طَعَامٍ؟ قَالَ "قُلْتُ عِنْدَنَا مَا یَکْفِینَا أَشْهُرٌ کَثِیرَةٌ"، قَالَ أَخْرِجْهُ وَ بِعْهُ، قَالَ "قُلْتُ لَهُ وَ لَیْسَ بِالْمَدِینَةِ طَعَامٌ"، قَالَ بِعْهُ فَلَمَّا بِعْتُهُ، قَالَ اشْتَرِ مَعَ النَّاسِ یَوْماً بِیَوْمٍ،  وقَالَ "یَا مُعَتِّبُ اجْعَلْ قُوتَ عِیَالِی نِصْفاً شَعِیراً وَ نِصْفاً حِنْطَةً فَإِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ أَنِّی وَاجِدٌ أَنْ أُطْعِمَهُمُ الْحِنْطَةَ عَلَی وَجْهِهَا وَ لَکِنِّی أُحِبُّ أَنْ یَرَانِیَ اللَّهُ قَدْ أَحْسَنْتُ تَقْدِیرَ الْمَعِیشَةِ".

captcha