ایکنا

IQNA

المترجمة الإيرانية "فريدة مهدوي دامغاني" لـ"إكنا"؛

110 شعراء إيرانيين تحدثوا عن الحبّ مع العالم

16:14 - October 28, 2025
رمز الخبر: 3502204
طهران ـ إکنا: إنّ "فريدة مهدوي دامغاني"، هي مترجمة إيرانية، قدّمت بحبّ لوطنها تعريفاً بحبّ الإيرانيين للثقافة، وسعت إلى ترجمة مختارات(أنطولوجيا) لـ"110 شعراء إيران المعاصرين" إلى أربع لغات عالمية.

110 شعراء إيرانيين تحدثوا عن الحبّ مع العالموالمترجمة الإيرانية القديرة "فريدة مهدوي دامغاني" هي إبنة الأستاذ "أحمد مهدوي دامغاني"(رحمه الله)، والتي ترعرعت على حبّ القراءة والأنس بالكتاب منذ طفولتها على يد والدها العالم، وتحمل درجة الدكتوراه في مجال دراسات الأدب الأوروبي في العصور الوسطى، كما تحمل أعلى وسام إستحقاق الجمهورية الإيطالية، وهي أول شخصية غير إيطالية تحصل على هذا الوسام القيّم.

وفي حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية حول آخر أعمالها في مجال الترجمة، أي أنطولوجيا "شعراء إيران المعاصرين في القرن العشرين" إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية، قالت: "إن دافعي الرئيسي لترجمة هذه المختارات هو تعريف العالم بجوهر وعاطفة ومشاعر الإيرانيين الراقية والنقية، خاصة بعد الأحداث السياسية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط ، ويجب أن أذكر أيضاً أن هذا العمل لم يكن مفاجئًا؛ فقد قمت في السنوات الماضية بترجمة قصائد من اللغة الفارسية إلى اللغات الأوروبية".

وأضافت: "منذ سنوات، قمت بترجمة مختارات من أجمل قصائد الشاعر الايراني (عمر الخيام النيسابوري) إلى ثلاث لغات: الفرنسية والإنجليزية والإيطالية، نظراً لاهتمام الأوروبيين الكبير بهذا الشاعر الإيراني، وشاركتها على المواقع الإلكترونية الأوروبية.

وأضافت دامغاني: "لقد ترجمت العديد من الكُتُب الإسلامية الشيعية التي يتجاوز عددها ٣٣٠ كتاباً إلى ثلاث لغات هي الفرنسية والإنجليزية والإيطالية، ويمكن في هذا المجال الإشارة إلى الصحيفة السجادية، ومختارات من نهج البلاغة، وأصول الكافي، وتحف العقول، وجميع الأدعية والزيارات والقصائد الشيعية المعروفة، و...."

وأردفت مبينة: "لقد تعلمنا ثقافة حبّ إیران منذ الطفولة في الأسرة، وأتذكر جيداً أن والدي العزيز كان يذكرني دائماً بألا أسمح لأي شخص غير إيراني أن يسيء إلى أرض إيران العزيزة، وأن أدافع بكل قوة وحزم عن هذه الأرض الطاهرة الأصيلة التي تحتضن الجسد الطاهر والمقدس للإمام علي بن موسى الرضا (ع)".


إقرأ أيضاً:


واستطردت قائلة: "كنت منشغلة بالبحث عن ملف في حاسوبي عندما صادفت فجأة ملفات أنطولوجيا أشعار الشعراء الإيرانيين التي كنت قد ترجمتها قبل عشر سنوات إلى الفرنسية والإنجليزية والإيطالية، وفي تلك اللحظة، أدركت أنني أستطيع، بمساهمتي المتواضعة وبفضل معرفتي بعدة لغات أوروبية أن أساهم في جهد ثقافي وأدبي للدفاع البنّاء والقوي عن إيران والإيرانيين وتاريخ وطننا، ومعتقداتنا الدينية والأساسية والفلسفية، وكذلك عن مشاعر الروح والنفس والفطرة والفكر لدينا، وأن أقدّم بمساعدة سلاح قوي يُدعى "الشعر" صورة واضحة وجلية وحقيقية لإیران والایرانیین  إلى غير الإيرانيين".
110 شعراء إيرانيين تحدثوا عن الحبّ مع العالم
وقالت: "في تلك المختارات الأولية، لم يكن هناك سوى أسماء أربعين إلى خمسين شاعراً معاصراً، والحمد لله أن معظمهم ما زالوا على قيد الحياة، ولم تُذكر أسماء العديد من الشعراء والشاعرات الكبيرات في القرن العشرين للميلاد في إيران في تلك القائمة".

وأردفت: "لهذا السبب قررت أن أضاعف عدد هؤلاء الشعراء المحترمين ليصل إلى تسعين شاعراً، وأن أركّز أكثر على ترجمة أشعار شعراء لم يعودوا بيننا وتركوا آثاراً خالدةً من أفكارهم وتأملاتهم، وفي الوقت نفسه تضمين القصائد الجميلة التي لا تُنسى للشاعرات الإيرانيات في تلك القائمة الشعرية حتى لا يكون هناك أي تمييز بين فنانينا الشرفاء".

وقالت: "لقد بدأت هذه المختارات بالراحل (ميرزاده عشقي) وأنهيتها مع (السيدين غروس عبدالملكيان وآريا آريابور). وفي ثنايا الصفحات، أدرجت أيضاً قصائد جميلة لشاعرات تشرفت بمعرفتهن خلال حياتي، أو على العكس لم أرهنّ أبداً عن قرب أو كنت أتمنى لقاءهن. بالطبع، عدد الشاعرات أقل من عدد الشعراء، ولكن إذا كان لي عمر، أنوي إعداد مختارات للشاعرات الإيرانيات فقط".

وأضافت أنه عندما تمّ اعداد النص الفرنسي للمختارات، شهدت قبول ترجماتي ونشرها عبر الإنترنت على مئات المنصات المختلفة، بما في ذلك (أمازون، كوبو، أبل، جوجل بلاي، بارنز أند نوبل، إيفراند)، و... وذلك في ذروة العقوبات السياسية والاقتصادية المفروضة على إيران والإيرانيين، والتي تقيّد علناً أيدي الفنانين والكتاب والمترجمين عن القيام بأي عمل ثقافي خارج إيران، وتمنعهم من المشاركة بنشاط وفعالية في منصات بيع الكتب الدولية حول العالم". 

وقال المترجمة "فريدة مهدوي دامغاني": "بطبيعة الحال، أعلم جيداً أن هذا الفضل والبركة الخاصة هي من جانب الإمام علي بن موسى الرضا (ع) والعناية الخاصة للسيدة فاطمة الزهراء (س)، والسيدة مريم العذراء (س)، والسيدة زينب الكبرى (س)، والسيدة فاطمة المعصومة (س)، وهم الذين فتحوا لي هذه الأبواب التي عادة ما تكون مغلقة، وكانوا سبباً في هذا التيسير".

وقالت: "هذه الترجمة جعلت الكثير من شعوب العالم الذين يحملون تصورات خاطئة عن أرض إيران الجميلة والواسعة في قلوبهم، ويعتبروننا، بناءً على الدعاية الكاذبة والسامة وغير العادلة لبعض الدول المعادية، أرضاً خالية من الثقافة والأدب والحضارة والتاريخ العريق، يعيدون النظر بسرعة ويدركون بحق أن إيراننا العزيزة هي أرض قديمة ذات تاريخ طويل وحضارة وتاريخ مشرق، منذ عهد كورش الكبير الذي أهدى العالم "ميثاق حقوق الإنسان"، وحتى داريوش الكبير الذي أرسى بفضل إصلاحاته أسس إمبراطورية عظيمة ومشرقة على الخريطة العالمية، وربى في أرضنا علماء مثل (أبو الريحان البيروني، وخواجة نصير الدين الطوسي، وزكريا الرازي، وابن سينا) والذي كان يتم تدريس كتابه بعنوان "القانون" في جامعات العالم على مرّ العصور".
110 شعراء إيرانيين تحدثوا عن الحبّ مع العالم

وكذلك، سعدي الشيرازي الذي كان رسول السلام والصداقة مع جميع الشعوب والذي قال قبل قرون بأن "بني آدم هم كأعضاء الجسد الواحد"، أو الشاعر والصوفي الايراني الشهير "مولانا جلال الدين الرومي" الذي قدّم للعالم مفهوم العرفان النقي ومعرفة الذات بأشعاره الروحانية، وأخيراً الشاعر الايراني الكبير "أبوالقاسم الفردوسي" الذي خلّد بـ"الشاهنامة" عظمة وتاريخ وثقافة إيران القديمة إلى الأبد.

وأكدّت المترجمة الإيرانية "فريدة مهدوي دامغاني": "كان معياري لاختيار هؤلاء الشعراء المئة وعشرة بسيطاً وواضحاً جداً، فكل قصيدة وجدتها جميلة وشاعرية وغنية بالصور الذهنية كانت مناسبة لهذه المجموعة الرائعة، خاصة مع معرفتي الجيدة والواضحة نسبياً بطباع الأوروبيين الثقافية والأدبية منذ القدم".

وقالت: "كل ما يجب معرفته عن الإيرانيين موجود في قصائد هؤلاء الشعراء المعاصرين التي تمتد لمئة عام، ومضمون كل واحدة من هذه القصائد يحمل رسالة خاصة، وكأن هؤلاء الشعراء والشاعرات المئة وعشرة، بقصائدهم المتنوعة والملونة، قد رسموا لوحة جميلة ومنسجمة تعكس اختلافاتهم وتشابهاتهم مع الآخرين، وكذلك صوراً واضحة ومحددة عن الإيرانيين وأرض إيران."

وبیّنت أن مختارات "110 شعراء إيران المعاصرين"  تُباع حالیاً في المتاجر الإلكترونية حول العالم ، كما أن هذا العمل متاح حالياً بثلاث ترجمات فرنسية وإيطالية وإنجليزية على المواقع الالكترونية، وسيتم إضافة النصّ الإسباني قريباً.
110 شعراء إيرانيين تحدثوا عن الحبّ مع العالم

4312832

captcha