وأفادت
وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إكنا)، في قلب شانغهاى العاصمة الاقتصادية للصين، يعلو منبر مسجد الجمعية الإسلامية الصينية ليعلى راية الإسلام فى بلاد متعددة الأديان والهويات، وعبر قبة ذهبية ومئذنة شاهقة تبلغ أكثر من 26 متراً، يرتفع الآذان بلهجة عربية مكسرة تختلط بالصينية، تفهم منها بوضوح اسم الله ورسوله لتدعو الناس للصلاة فى مسجد كبير تبلغ مساحته أكثر من 10 آلاف متر مربع يحيطه مبنى للجمعية التى تحمل أعمدتها طابعاً إسلامياً، وخلفه حديقة كبيرة تستغل فى الأعياد كساحة للصلاة تطل على نوافذ منقوشة بالأرابيسك، إضافة إلى الآيات القرآنية المحفورة فى الخشب ومصلى خاص بالسيدات.
وفى الطابق العلوى للمسجد تقع مكتبة ضخمة تضم أكثر من مائة ألف كتاب من الكتب الدينية والقرآن الكريم والمراجع الدينية الإسلامية للطلاب والباحثين فى شؤون الدين الإسلامى، كما تحتوى على أرشيف من شرائط الفيديو والكاسيت، لتعليم الزائرين تعاليم الدين وأحكامه وفقهه وسنة نبيه.
وقال الإمام موسى جان، مدير الجمعية الإسلامية الصينية، إن المسجد الذى بنى منذ أكثر من ٩٠ عاماً، يلعب دوراً كبيراً فى مجال التوعية الدينية بقضايا الدين الإسلامى، فضلاً عن معالجة المشاكل الاجتماعية للمسلمين، ورفعها للمسئولين فى الحكومة الصينية، كما أنه يقدم العديد من الأنشطة الثقافية حيث يعمل معه ستة موظفين وعشرين إماماً بينهم ثلاثة أزهريين.
وأكد الشيخ موسى في لقاء بالوفد الإعلامى المصرى بشنغهاى، أن الجمعية تقوم على خدمة 89 ألف مسلم من أهل شنغهاى بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مسلم من خارجها وذلك عبر ثمانية مساجد موزعة على المدينة مترامية الأطراف، مشدداً على أهمية التعارف بين مسلمى آسيا ومسلمى الشرق الأوسط وتبادل الزيارات فيما بينهم.
وذكر الإمام أن المسجد يزدحم بالمصلين كل جمعة وكذلك فى شهر رمضان الكريم الذى تكتظ فيه مساجد شنغهاى الثمانية بالمصلين، لافتاً إلى أن أئمة المساجد في الصين يعظون المصلين فى خطب الجمعة عن قواعد وتعاليم الدين الإسلامى ويستقبلون الطلبة من الجامعات والمعاهد العليا للاستفسار عن المسائل المتعلقة بالدين وكذلك يشرحون للجمهور من غير المسلمين حقيقة الإسلام الصحيح بعدما امتد الإرهاب لكافة دول العالم متشحاً باسم الإسلام.
وعبر الشيخ الصينى عن حرصه وكافة مسلمى الصين على تقديم صورة سمحة لتعاليم الإسلام بالإضافة إلى حسن معاملة أصحاب الديانات الخمس الأخرى الموجودة فى شانغهاى، لافتاً إلى أنه تلقى دعوة من السفير التركى لحضور مؤتمر زعماء الدين الإسلامى العام الماضى وكذلك دعته إيران وشيوخ الجمعية لحضور مؤتمرات إسلامية وأمده الأزهر الشريف بمكتبة لكتب التراث والفقه والسند.
المصدر: اليوم السابع