وأشار خليل، أن خط السكك الحديدية "يُستخدم لأغراض سياحية، للراغبين بعيش تجربة نادرة من نوعها، لاحتوائه على مقطورات بُخارية تعود للقرن الـ19".
وحديث خليل، جاء خلال مقابلة أجرتها معه الأناضول داخل منطقة "المحطة"، النقطة الرئيسية لمكان انطلاق القطار، وإدارته، بالعاصمة عمان، تناول فيها أهمية الخط التاريخي، واستخداماته، والمشاريع الحالية والمستقبلية لإدامة عمله.
ولفت إلى أن أهمية الخط للأردن نابعة من عدة جوانب، "أولها أنه كان يربط العالم الإسلامي مع بعضه من دمشق إلى المدينة المنورة، مروراً بأراضينا، وكان طريق الحج الأسرع والأَكثر أمنا في تلك الحقبة الزمنية".
وتابع "أدى إنشاء الخط إلى اختزال المسافة (الوقت) على الحجاج من 3 أشهر، إلى 54 ساعة فقط".
وعن الأهمية الثانية للخط، بالنسبة للأردن، ذكر خليل، أنه "مرتبط بالدولة الأردنية وتأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، عندما استقل الملك المؤسس عبد الله الأول، القطار من مدينة معان إلى عمان لإعلان الإمارة".
واستدرك "في 2021، احتفلنا بمئوية تأسيس الدولة، وهذا يؤكد ارتباط قطار الحجاز مع الدولة الأردنية وعمق العلاقة بينهما".
وقال خليل، "نحن في المؤسسة، نفتخر بمحافظتنا على هذا الخط طوال العقود الماضية وحتى الآن، والحيلولة دون تعرضه لأية اعتداءات من شأنها التأثير على هذا الإرث التاريخي".
وأردف: "مما قمنا به إلى جانب الحفاظ على الخط، المحافظة أيضاً على القاطرات البخارية القديمة والأثرية، والتي تعود للقرن الـ19".
ولفت خليل، إلى أنه "على الرغم من تباطؤ عملية الصيانة، بحكم الموازنة المحددة للمؤسسة باعتبارها وقفية وإيرادها ذاتي، إلا أن أعمال الصيانة للخط دورية ومستمرة".
وبيّن أن "أعمال الصيانة تشمل محطات الخط الرئيسية، وعددها 6، بالإضافة إلى الفرعية الأخرى، والتي يبلغ عددها 23 محطة، وصيانة الجسور وعبّارات تصريف المياه، والمنشآت الأخرى الممتدة على طول الخط البالغ 452 كلم داخل المملكة".
وعن استخدامات الخط الحالية، أوضح خليل، أنه "للأغراض السياحية، بحيث تنطلق الرحلات بشكل أسبوعي بين محطات الخط الرئيسية".
واستطرد "نُسيّر 3 رحلات أسبوعية، يُعلن عنها مسبقا، أهمها رحلة بين عمان والجيزة (42 كلم جنوب عمان)، والتي يقصدها المواطنون والسياح من خارج المملكة".
وأشار إلى وجود "رحلة هامة نعمل على إدامتها، بالتشارك مع الشركة الأردنية لإحياء التراث (حكومية) إلى وادي رم (جنوبا)، للاستمتاع بجمال المنظر هناك".
وأضاف "الخط مقصد آلاف المواطنين والسياح، لمن يرغب في عيش تجربة فريدة من هذا النوع، لا سيما أن وجود هذا القطار يُعد أمرا نادرا على مستوى العالم".
وعن آليات القطار العاملة والموجودة حاليا لدى المؤسسة الأردنية، قال خليل، "يمتلك الخط 8 قاطرات بخارية، و5 تعمل بالديزل، بالإضافة إلى عشرات العربات والمقطورات الأخرى التي تستخدم للركاب ونقل البضائع".
وعن رؤيتهم لتفعيل الخط خارج حدود المملكة، كشف خليل، أن "هناك مساعي بين مؤسسة الخط بالأردن ونظيرتها السورية؛ لإعادة تفعيله لغايات تجارية سياحية، كما كان عليه سابقا قبل الأزمة في جارتنا الشقيقة، خاصة أنه تم فتح النقل البري بين البلدين مؤخراً مع إعادة فتح معبر جابر نصيب الحدودي".
وحول المشاريع المستقبلية لإدامة عمل الخط، كشف المسؤول الأردني، أنه "يجري العمل على إعداد دراسات جدوى اقتصادية لإنشاء مشروع نقل ركاب كنقل عام بين مدينة الزرقاء (20 كلم شمال شرق العاصمة) وعمان، وصولاً إلى مطار الملكة علياء (32 كلم جنوب عمان)، بطول 65 كلم".
واعتبر أن الهدف من وراء هذا المشروع "إضافة وسيلة نقل، لتخفيف الازدحامات المرورية، والتسهيل على المواطنين القاصدين لمطار الملكة علياء".
وأضاف "العمل بخصوص هذا المشروع، وصل إلى مرحلة الدراسة الفنية، حيث سنعقبه بمحاولات لجذب المستثمرين لإمكانية التطبيق على أرض الواقع".
وفيما يتعلق بالمتحف الذي يجري العمل على إنشائه بتمويل تركي، قال المسؤول الأردني "ما زلنا نعمل على إتمام إنشاء أكبر متحف في الشرق الأوسط للسكك الحديدية، والممول بمنحة كريمة من الجمهورية التركية، ممثلة بوكالة التعاون والتنسيق (تيكا)".
ومبينا أهمية المتحف، أوضح خليل، أن "هذا المشروع سيعمل على تعزيز الحركة السياحية داخل منشآت المؤسسة، لا سيما وأنه سيكون ذا طابع فريد على مستوى العالم والشرق الأوسط".
وفي 2016، وقعت الحكومتان الأردنية والتركية، ممثلتين بمؤسسة الخط الحجازي ووكالة "تيكا"، اتفاقية لبناء متحف مساحته 3 آلاف متر مربع، بـ3 ملايين يورو، وإعادة ترميم 9 مباني عثمانية كمرحلة أولى.
ويعتبر الخط من أقدم السكك الحديدية في المنطقة والعالم، تبلورت فكرته عام 1900، وأمر السلطان العثماني عبد الحميد (1876-1909)، في 2 مايو/ أيار من العام نفسه، ببدء أعمال تشييده، عبر احتفال رسمي، بعد 4 أشهر من ذلك التاريخ، لتنتهي الأعمال به عام 1908.
وتم الربط بين مدينتي دمشق وعمان بواسطة الخط الحديدي الحجازي عام 1903، ووصلت خطوط السكك الحديدية مدينة معان (جنوبي الأردن) عام 1904، كما جرى مد خط سكك حديدية من معان إلى البحر الأحمر عن طريق خط فرعي إلى خليج العقبة.
ولغاية الآن، لا يزال الخط عاملا في الأراضي الأردنية، وقد تعطلت رحلاته إلى سوريا نتيجة الأحداث الجارية هناك.
المصدر: وكالة الأناضول للأنباء