قال تعالى في الآية 54 من سورة المائدة المباركة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ".
ومن صفات هؤلاء الذين بشّر الله بهم أنهم يتواضعون أمام المؤمنين ويصمدون أمام الكفاّر والمنافقين.
إن الجنة تتسع للجميع وإن النعم الإلهية لا حصر لها إلا لمن ارتد وسار في طريق آخر.
إن لفظ "يحبهم" و"يحبونه" يشير إلى علاقة البشر بربه من جانب وإلى علاقته بالآخرين من جانب آخر فهذين اللفظين هما أساس العلاقات على سبيل المثال لا يمكن الحفاوة والاستمرار بالحياة الأسرية والزوجية دون حب متبادل.
وفي الآية درس حول التعامل مع من ارتد عن دين الله فتفيد الآية الكريمة أن لا علاقة للآخرين بمن ارتد إلا من خلال توجيه النصيحة والتوصية له وإن تجاهلها فهو المسئول في النهاية عن ارتداده.