وقال الاستاذ والباحث الاكاديمي الجزائري "نور الدين بو لحية": ان ما حصل في السويد والدنمارك وفي دول أخرى من الإساءة للمصحف الشريف والإساءة لمقدساتنا، يلزم علينا نحن المسلمين اتخاذ آلية لمواجهة الإساءة للقرآن الكريم وهو المقدس الأكبر الذي تتفق الأمة عليه جميعاً.
ورأى هذا الباحث الاكاديمي بان "أكبر جهاد وأكبر دعوة وأكبر وسيلة نتوسل إليها للتعريف بالإسلام هو نشر القرآن الكريم بدل الجدل والشغب وبدل الحوارات التي ربما لا تجدي؛ ولابد وأن نقوم بتعريف القرآن الكريم ونشر ثقافة القرآن وكذلك يجب نشر التلاوة القرآنية الجميلة".
وأكد أن "هذه مهمة يمكن للأمة جميعاً أن تتفق عليها حيث أنه ربما تسعة وتسعين بالمئة من القرآن متفق فيها والخلاف فقط في بعض المصاديق وفي بعض الآيات الكريمة وهذه من شأن المختصين ومن شأن العلماء وربما في الغرف المغلقة وربما في الحوارات العلمية الهادئة".
واستطرد قائلاً: "لذلك ندعو إلى إبعاد تفاسير القرآن الكريم عن الإنحراف والخطأ ويجب على من يؤمن بالخرافات أن يبقي هذه الخرافات عند نفسه ولا يخرجها للعالم حتى لا يسيء للقرآن الكريم".
كما دعا بولحية الى الاجتناب عن "ظاهرة الغلو"؛ لافتاً بان هذه الظاهرة موجودة في كل الطوائف الإسلامية؛ وقد تجلت في التكفير وفي تضليل الناس وفي سفك دمائهم.
التقريب ليس امراً هامشياً
وقال عضو مجلس خبراء القيادة في ايران "آية الله الدكتور أحمد مبلغي": التقريب ليس أمراً هامشياً او اقتراحاً على درجه ثانويه، بل هذا الاقتراح ياتي على رأس قائمه الاقتراحات والمشاريع التي لابد للمسلمين ان يهتموا بها، ولابد ان نفهم بان التقريب لو لم يتحقق فلا السنه تتمكن فعل شيئ لخدمه الاسلام وخدمه الامة، ولا الشيعة تتمكن وتستطيع ان تفعل شيئاً.
وقال آية الله الشيخ مبلغي إن هذا الشرط لو لم نحققه فنحن لا نستطيع ان نجعل دين الاسلام وطاقاته وامكانياته وقابلياته في خدمه المسلمين والمجتمعات البشريه.
التعاون الإسلامي من أجل بلورة القيم المشتركة بين الجميع
قال مدير مجلس الثقافة والاعلام الثقافي في بريطانيا حجة الاسلام "حسن علي التريكي" ان التعاون الإسلامي من أجل بلورة القيم المشتركة من المواضيع التي تشغل المسلمين في الوقت الحاضر وخصوصاً الذين يعيشون في الغرب. هناك أعداد كبيرة من المسلمين في الغرب و تواجه تحديات كبيرة في موضوع القيم لأن هناك إستهداف للإسلام في العالم بشكل عام وفي الغرب بشكل خاص ضد إنجازات المسلمين.
وناشد مدير مجلس الثقافة والاعلام الثقافي في بريطانيا حجة الاسلام "حسن علي التريكي" كل العقلاء و كل المفكرين في العالم إلى رفع الصوت عالياً لإستنكار هذا الإستبداد بحقوق الإنسان و بكرامته كي نبلور مفاهيم القيم المشتركة و مفاهيم قيم الإنسانية ونعتقد و نؤمن بأن كل قيم الإسلام هي قيم الإنسانية قبل أن تكون قيم إسلامية لأن الإسلام جاء للإنسان.
الاختلاف سنة الله في خلقه
قال رئيس اللقاء التضامني الوطني في لبنان "الشیخ مصطفی ملص" ان الله عزوجل بيّن بأن الاختلاف والتنازع سنة الله في خلقه، فهو خلقهم مختلفين رغم كثرة المشتركات بين بني البشر؛ مبيناً ان "عوامل الاختلاف هي عوامل صحية في المجتمعات المتعددة وأيضاً في المجتمع الواحد لأن الاختلاف والتنوع يؤديان إلى التكامل في النظرة السليمة إليهما وليس كما يفهم ضيقو الأفق الذين لايرون أبعد من أنوفهم ويريدون أن يكون الناس على فهم واحد ورؤية واحدة يقادون كما يقاد القطيع".
وتطرق رجل الدين اللبناني الى "موضوع الحرية الفكرية والدينية وقبول الاجتهاد المذهبي"، مبيناً: "لقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسلاً مبشرين ومنذرين، فكان خطاب الله سبحانه وتعالى للبشر عبر الأنبياء والكتب التي أنزلت عليهم، هو خطاب تبيين وتصحيح ودل هذا الخطاب في القرآن الكريم على أن الرسل مجرد رسل تبليغ وبيان وإقناع، وليس رسل فرض وإكراه وإجبار، ومهمتهم الإرشاد والتوجيه، وللناس حرية الرفض والقبول مع تحمل نتائج خياراتهم التي يختارونها".
الوحدة بین المسلمین أفضل وأنجع طریقة لمواجهة أعداء الإسلام
اعتبر الأستاذ الجامعي في فرنسا "البروفيسور عماد الدين حمروني" الوحدة والإتحاد بین المسلمین والدول الإسلامیة أفضل وأنجع طریقة لمواجهة أعداء الإسلام ومواجهة التحدیات واضاف: یجب علینا أن نخطط للمستقبل من الیوم ونحدد الخطوات التي یجب علینا أن نتخذها لتحقیق التنمیة والتقدم.
وصرح أن إحدی أهم القضایا الإسلامیة هي القضیة الفلسطینیة وتحریر الأراضي المحتلة. ینبغي علینا نحن المسلمین أن نبحث عن خطط لتعزیز الإخاء والتماسك وترسیخ هذه الوحدة. وفي هذا الصدد یجب تأسیس منظمات ومؤسسات تعمل علی ترسیخ الوحدة في الشارع الإسلامي وتمهّد الأرضیة اللازمة للعمل المشترك في شتی المجالات.
وأکد: یجب علینا إعداد الجیل الصاعد من ذکور وإناث وتربیتهم علی أساس القرآن الکریم ومنح الشباب الفرصة للدخول في المجالات الإجتماعیة والمشارکة في العمل التنموي بناء علی التعالیم القرآنیة لکي نسطّر تاریخاً جدیداً للعالم الإسلامي والمجتمعات الإسلامیة عنوانه الإخاء والوحدة والتضامن.
الدعوة إلى الأخوة الإسلامية انما هي دعوة إلهية ربانية قرآنية
قال استاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية في قم "آية الله الشيخ محمد هادي یوسفي غروي": إذن فالدعوة إلى الأخوة الإسلامية الإيمانية ومقتضياتها ومستلزماتها إنما هي دعوة إلهية ربانية قرآنية.
واضاف: هذا هو المقتضى للإيمان بالله ورسوله وكتابه ولذلك نرى أن الشاعر والكاتب الفارسي الشهير "سعدي الشيرازي" في أبياته التي نظمها على منوال الحديث النبوي الشريف يقول: "بنو آدم أعضاء الجسد الواحد" بينما المرحوم الأستاذ "الشهيد المطهري" رضوان الله تعالى عليه يأخذ هذه الملاحظة على هذا البيت من الشعر الفارسي للشاعر الفارسي الكبير الشهير "سعدي الشيرازي" ويقول: "إنما قال رسول الله مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ولم يقل كل أبناء الآدم". إنما ذلك مسامحة من ذلك الشاعر وسع دائرة الأخوة من الإيمانية الإسلامية إلى الأخوة الإنسانية البشرية وهذا يذكر بكلام أمير المؤمنين أمير البيان سلام الله عليه في كتابه إلى مالك الأشتر.
الأعداء يستثمرون في الكثير من الانقسامات بين المسلمين
وأكد ممثل قائد الثورة الاسلامية الايرانية في شؤون الحج والزيارة ورئيس بعثة الحج الايرانية "حجة الاسلام السيد عبدالفتاح نواب " أن احدى العقبات أمام الوحدة هي تخطيط واستثمار الأعداء الذين يستثمرون في الكثير من الانقسامات بين المسلمين.
وأكد أن وحدة المسلمين من أهم القضايا الإستراتيجية في العالم الإسلامي ، وهناك العديد من عوامل الوحدة في المجتمعات الإسلامية، والتي يمكن أن تكون ارضية مناسبة أو عوامل أو محاور أو قواسم مشتركة بين المسلمين. واحدة من هذه القواسم المشتركة هي الوحدة في الكتاب السماوي. الكتاب السماوي الذي لا يحرف. في بعض الأديان، يمكنك أن ترى أن كتابهم المقدس موجود في عدة نسخ ، لكن كتابنا الإسلامي المقدس هو نسخة واحدة، ويتفق عليه جميع المسلمين بالضبط، ويمكن أن يكون هذا عاملاً موحدًا للمسلمين ولا يوجد انقسام في هذه القضية إنه عامل من عوامل الوحدة. نبي الإسلام نفسه هو منادي بالوحدة بين المسلمين، وهو الذي قال إن المسلمين إخوة لبعضهم البعض. الأخوة تخلق الوحدة.
وأشار الى أن أهم تحد وعقبة أمام الوحدة هو الورم السرطاني النظام الصهيوني الغاصب، والذي خلق الغطرسة في قلب العالم الإسلامي، ومنذ أن برز هذا النظام في المنطقة، ازدادت الخلافات بين المسلمين بالطبع، هذا قانون إلهي أن الله سبحانه وتعالى أراد وجودهم على الأرض. نحن على ثقة من أنه سيأتي يوم يتم فيه إخراج هؤلاء الأشرار من منطقة غرب آسيا. لأنهم ليسوا على حق و ثورتهم ثورة ظالمة وسيدمرهم الله تعالى. النظام الصهيوني نفسه يسعى إلى تطبيع العلاقات مع المسلمين. في الوقت نفسه يقوم ببناء جدار حول نفسه.
المصدر: taghribnews.com