وفيما يلي نصّ كلمة الشیخ الدكتور حمید شهرياري خلال الحفل الافتتاحي للمؤتمر الدولي الـ37 للوحدة الاسلامية بالعاصمة الايرانية طهران حسبما نشره الموقع الاعلامي للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمین وصلی الله علی سیدنا محمد وآله الطاهرین وصحبه المنتجبین ومن تبعه باحسانه الی یوم الدین.
أهنئ الضيوف الأعزاء والحضور الكريم في المؤتمر الدولي السابع والثلاثين للوحدة الاسلامية بعيد المولد النبوي الشريف ومولد الامام جعفر الصادق عليه السلام.
وبهذه المناسبة أشكر سيادة رئيس الجمهورية آية الله الدكتور السيد إبراهيم رئيسي على قبول دعوتنا للحضور في هذا المؤتمر. وكذلك أشكر جميع العلماء والمفكرين والمثقفین من داخل وخارج ايران الذين لبّوا دعوتنا للمشاركة في هذا المؤتمر.
تأسيس إتحاد الدول الاسلامية
ان هدفنا الرئيسي من اقامة مؤتمرات الوحدة هو تعزيز الحوار بين أبناء الامة الاسلامية الواحدة.إنه هدف قرآني لتتحرك كافة المجتمعات الاسلامية وفق هذا الهدف وترجمته عملياً، وبما يتيح لنا في نهاية المطاف، تأسيس "إتحاد الدول الاسلامية" الذي سيعمل على تخفيف القيود بين دول العالم الاسلامي، واعتماد عملة اسلامية موحدة وتأسيس برلمان مشترك لسنّ قوانين مشتركة للعالم الاسلامي.
"التعاون الاسلامي لتحقيق القيم المشتركة" هو عنوان المؤتمر الدولي السابع والثلاثين للوحدة الاسلامية، هذا المؤتمر الذي ينعقد في ظروف حيث شهد العالم الاسلامي خلال العام الماضي العديد من التطورات المهمة، أجيز هنا بعضاً منها:
2 ـ یشهد العالم الاسلامي تطورات مستجدة تبعث على الأمل؛ هذه التطورات تسير بهدف تجنب التصعيد بين الدول واحلال السلام العادل في المنطقة؛ نحن نرحب بوقف الحرب في كل من اليمن وسوريا وتوصل اطراف النزاع الى اتفاق حول انهاء الاقتتال واراقة دماء الابرياء، كما نرى بان الحوار والحل السياسي هو السبيل الوحيد لاحلال السلام المستدام في المنطقة.
إن المسلمین بكل قومياتهم وأعراقهم ومذاهبهم بحاجة الى الامن المجتمعي والسلام المستدام لكي يستطيعوا أن يلعبوا دوراً في بناء الحضارة الاسلامية الحديثة.
استئناف العلاقات السياسية بين ايران والسعودية
3 ـ استئناف العلاقات السياسية بين ايران والسعودية كان من أهم التطورات المستجدة على مستوى المنطقة، حيث أصبح عاملاً مهماً لكي تتحرك سائر الدول الاسلامية نحو التعاون واحلال السلام وبثّ الأمل في قلوب المفكرين والمثقفين وأبناء العالم الاسلامي باعتبارهم ذات التوجه السياسي والعقائدي المختلف وقد انهوا نزاعهم وقرروا التعاون فيما بينهمم لفتح صفحة جديدة في العلاقات.
باسمي وباسم العلماء ومثقفي العالم الاسلامي الذين أجريت معهم حوارات موسعة، أشكر وأثمن هذا العمل الوحدوي بين البلدين؛ هذا الحدث المهم الذي جاء نتيجة لمساعي حكومة الرئيس آية الله السيد ابراهيم رئيسي في سياق تعزيز العلاقات الاقليمية، والتطور الذي جرى في الرؤية السياسية للحكومة السعودية من الانكماش الوطني المذهبي الى التعاون الاقليمي.
وسيتحول هذا الحدث المهم فيما بعد، الى نموذج تحتذي به سائر الدول الاسلامية، ومن جانب آخر كشف للجميع بان الدول الاجنبية لايمكن الاعتماد عليها في مسار التنمية والتقدم لصالح بلدان المنطقة.
نحن نأمل بان يتطور التعاون بين البلدين في كافة المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والثقافية وعلى صعيد أمن المنطقة، وأن يحل التعاون الاعلامي البناء محل الاعلام المذهبي التحريضي.
4 ـ أعداء الاسلام لم يتخلوا عن عدائهم ضدنا ولهذا فمن أهم عوامل تحقيق الامة الاسلامية الواحدة هي انهاء هيمنة اعداء الاسلام على مقدرات شعوب المنطقة والعالم الاسلامي.
ان خروج القوات الامريكية من أفغانستان فرصة لاتتكرر لكي يعيد الشعب الافغاني الاستقرار والسلام لهذا البلد. وأملنا بالامارة الاسلامية أن تطبق العدالة المرجوة بحق كل القوميات والمذاهب الاسلامية، وان تتجنب العصبيات القومية لكي تنال كل فئات الشعب حقوقها المتساوية في جميع المجالات.
إن العصبيات القومية واللغوية هي التي تثير النزاعات والحروب وسوف تعيد أفغانستان الى المربع الاول؛ المجمع العالمي للتقريب يبدي استعداده للتعاون مع الامارة الاسلامية من أجل تحقيق هذه الاهداف.
5 ـ التعاون مع حلفاء الدول الاسلامية مثل روسيا والصين وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع هذين البلدين سيجعل من العالم الاسلامي ممراً أمناً للتعاملات الاقتصادية والثقافية.
هذا الممر سيعزز في نفس الوقت العلاقات بين الدول الاسلامية خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية وسيلعب دوراً مهماً في مكافحة الفقر وتحسين الظروف الاقتصادية للشعوب الاسلامية.
6 ـ العائلة قيمة فطرية مشتركة وهو المحور الرئيسي لتربية الاجيال القادمة. الدول الغربية ومن خلال مؤامراتها الشيطانية تحاول القضاء على هذه المبادئ الفطرية بنشر الاباحية والمثلية وتربية الحيوانات. وهنا تتبلور ضرورة تعاون الدول الاسلامية لمواجهة هذا الهجوم الثقافي الذي ينوي القضاء على قيمة ودور العائلة الرئيسي في تربية الاجيال من خلال توثيق القوانين في اطار المنظمات الدولية.
العالم الاسلامي اليوم يجب أن يقوم بدوره في سياق نشر القيم المشتركة بين المسلمين. والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بادر الى عقد مؤتمر دولي، أحد محاوره "الكرامة محورها العائلة" حيث طرح في هذا السياق النتاجات والمكاسب العلمية للمثقفين والأكاديميين في العالم الاسلامي في هذا المجال.
7 ـ القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني يجب أن تبقى قضية المسلمين الأولى وضمن أولويات القيم المشتركة للعالم الاسلامي من أجل تحقيق الوحدة الاسلامية. وبما يلزم على العالم الاسلامي دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني في كل من الاراضي المحتلة وقطاع غزة والضفة الغربية. ويجب ترجمة هذا الدعم عملياً وعلى الارض وليس بالشعار والاعلام فقط، خاصة الدول المجاورة لفلسطين.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام علکیم ورحمة الله و برکاته.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: