وقال الله تعالى في الآية 50 من سورة الأنعام المباركة "قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ".
وصف الجاهلون النبي الأكرم (ص) بصفات بينما أوضح تعالى في الآية الكريمة بأنه لا يعلم الغيب وليس ملكاً وليس خالداً لا يموت بل هو بشر يوحى إليه فيفعل ما يُأمر به.
وإن الوحي للنبي محمد (ص) هو البصيرة التي خصّ الله بها الأنبياء (علیهم السلام) وجعلهم يبصرون ما لايبصره غيرهم من الناس وهنا يجب التوقف عند الفطرة البشرية التي هي البصيرة لدى كل إنسان ولكن البشر ابتعد عنها بسبب الغفلة والمعاصي بينما النبي محمد (ص) يزكيها ولا يدع غباراً عليها.
ويظنّ البعض من الناس بأن النبي (ص) هو ملك يعلم الغيب ويفعل المعجزات بينما هو بشر يعيش مثل سائر البشر فيتزوج وينجب ويضحك ويبكي ويستشير الناس من حوله دون أن يتبع هوى النفس.
لقد كان النبي(ص) حسن الخلق، أميناً، مؤدباً، صادقاً، مهتدياً بالوحي حيث لم يسلك طريقاً باطلاً، ولم يتكلم بظلم، ولم يكن لديه حقد ولا كبر ولا حسد ولا أنانية، ولم يمنح نفسه أي امتيازات، كما أنه(ص) بشكل عام كان متحلياً بالفضائل الإنسانية، ومبتعداً عن الرذائل الانسانية.
ولقد أكد الكثير من المفكرين والباحثين العرب أن النبي محمد (ص) يتميز بأنه بشر مثل الناس، وبينوا أن الدين الاسلامي الذي جاء به النبي(ص) يتوافق مع الاحتياجات المادية والروحية والاجتماعية والأخلاقية للإنسانية كما أن مبادئه كلها روحية، وقواعده تتناغم مع الطبيعة البشرية.
مأخوذ من كتاب "365 يوماً في مصاحبة القرآن" بقلم الباحث والأكاديمي الايراني "حسين محي الدين الهي قمشه اي"
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: