أشار إلى ذلك، حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ نجف لكزائي"، رئيس معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية والعضو في هيئة التدريس بجامعة "باقر العلوم(ع)" الايرانية في الجلسة الثانية من سلسلة جلسات تاريخ وسيرة أهل البيت(ع) التي تركّز على نهضة الإمام الحسين(ع)، والتي عُقدت بحضور أساتذة الحوزة العلمیة والجامعة في مقرّ معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية التابع لمكتب الدعوة الإسلامية في الحوزة العلمية في قم.
وقال: "موضوعنا يدور حول الدلالات والجوانب السياسية لبعض آيات من القرآن الكريم التي كانت موضع اهتمام منذ انطلاق الإمام الحسين(ع) من المدينة المنورة حتى يوم عاشوراء واستشهاد الإمام (ع)، وبالطبع، بسبب كثرة هذه الآيات، لا يتسع الوقت للحديث عن جميعها وسأشير فقط إلى بعضها".
إقرأ أيضاً:
وأضاف: "بحثنا ليس حول آيات القرآن التي نزلت في شأن الإمام الحسين(ع)، بل إن حياة الإمام الحسين(ع) كـ سائر المعصومين(ع) هي حياة قرآنية يمكن أن تكون درساً عظيماً لنا".
وأردف الشيخ لكزايي قائلاً: "عندما قرّر الامام الحسین (ع) التوجه من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، تلا آيات من سورة القصص المباركة تتعلق بسفر النبي موسى (ع) من مصر إلى المدينة المنورة".
واستطرد مبيناً: " هذه الآيات تحمل مفاهيم سياسية واجتماعية عميقة، وكانت رسالة موسى (ع)، إنقاذ الشعب المصري سياسياً من ظلم فرعون؛ وقد قام الإمام الحسين (ع) بدور مماثل في عصره".
وصرّح رئيس معهد أبحاث العلوم والثقافة الاسلامية في إیران أنه لقد كان الإمام الحسين (ع) بفهمه الدقيق للظروف السياسية والاجتماعية في عصره بحيث يستخدم آيات القرآن الكريم للتعبير عن مواقفه السياسية والدينية، كما كان يميز طريقه دائماً عن أولئك الذين لم يكونوا على طريق الحق.
وقال: في يوم عاشوراء ألقى الإمام الحسين (ع) خطباً مصحوباً بتلاوة آيات من القرآن، وحاول هداية جيش العدو إلى طريق الحق من خلال بيان الحقيقة، ولكن تأثير هذه الآيات على كثير منهم كان قليلاً.
واختتم الشيخ نجف لكزايي حديثه بالقول: "إن نهضة الإمام الحسين (ع) كانت نقطة تحول في تاريخ الإسلام قضت على ظلم وطغيان الأمويين وبقيت مرآة للتعرف على جبهتي الحق والباطل في كل العصور".