وأشار إلى ذلك، رئيس المركز الدولي للقرآن الکریم والتبلیغ التابع لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، حجة الإسلام "السيد مصطفى حسيني النيشابوري" في المؤتمر الصحفي للمؤتمر الدولي الأول للدعوة الدينية الحديثة.
وقال : "إن الدعوة تحتاج إلى التخطيط والانسجام بين النشطاء في هذا المجال"، موضحاً: "إن الفضاء الإعلامي في العالم يخضع لهيمنة الغربيين، ومن خلال الاستفادة منه، يتم شنّ هجوم فكري على المسار الديني."
إقرأ أيضاً:
وفي معرض حديثه عن أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في الدعوة الحديثة، أكدّ: "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدّم الاستشارات في الشرق والغرب من خلال الاستفادة من البيانات القرآنية والإسلام النقي، ولكن إذا كانت البيانات ملوثة، ستكون النتائج ملوثة أيضاً".
وأضاف: "يجب أن نكون منتجين ومزودين للمحتوى الصحيح؛ وما زلنا ملتزمين بالتبليغ بالأساليب التقليدية مثل المنبر في المساجد ونعتبرها قيمة ومقدسة، لكن إلى جانب ذلك يجب أن نستفيد من الأدوات الحديثة لإيصال الرسالة الإلهية.
أشار حجة الإسلام نيشابوري إلى أن قائد الثورة الاسلامية الايرانية يؤكد دوماً ضرورة استخدام التكنولوجيا والفضاء الافتراضي، مضيفاً: "الدعوة بالطرق التقليدية جيدة، ولكن من الضروري أن تستخدم المؤسسات المسؤولة الأدوات الحديثة لإيصال الرسالة الإلهية إلى الجمهور في جميع أنحاء العالم. هذا دفعنا إلى متابعة أمر الدعوة الدولية بجدية."
وصرّح رئيس المركز الدولي للقرآن والتبليغ التابع لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية بأن اجتماعات دقيقة تُعقد لتوحيد الدعوة الحديثة، مشيراً إلى أنه "يتم تنفيذ العديد من الأعمال بشكل متفرق، ولكن بما أن هذا النشاط يتطلب التماسك والتخطيط الدقيق، فيجب أن يتشكل ببرنامج صحيح ورؤية واضحة."
وأشار إلى الفرق بين الدعوة الاقتصادية والدعوة الدينية، قائلاً: "في الدعوة الاقتصادية، عادة ما يكون الهدف هو استخدام أدوات مختلفة لتحقيق الربح الشخصي أو للشركة، ولكن كلمة الدعوة في المصطلح القرآني تتطلب مصاحبة مفاهيم قرآنية أخرى؛ تماماً كما يعتبر تفسير الآيات والكلمات أسلوباً تفسيرياً".
وأكد حجة الإسلام نيشابوري على أهمية الدعوة في الظروف الحالية للمجتمع، قائلاً: "إن الدعوة تعني الدعوة إلى الخير، والتقدم، والحفاظ على الثروات المادية والمعنوية؛ وقد سعى الأنبياء(علیهم السلام) دائمًا لتوعية الناس؛ يمكن للدعوة أن تكون حلاً وتنقذ البشر من الوقوع في الحفر التي صممتها قوى الظلم والاستكبار. الدعوة هي استثمار في فطرة الإنسان وتقوية التفكير."
وصرّح رئيس المركز الدولي للقرآن والتبلیغ التابع لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية بأن مكانة الأفراد العباقرة والعلماء في الدعوة مهمة جداً، مشيراً إلى أن "الدعوة ليست فقط أداة للتوعية بل هي أيضاً أداة لحماية الفطرة الإنسانية من الهجوم الثقافي للعدو".
وأردف مبيناً: "إن الدعوة العصرية هي الأداة اللازمة لتحقيق الأهداف الدينية في عالم اليوم، ويجب من خلال التوضيح الصحيح، واستخدام التكنولوجيا، والنظرة العلمية والراقية، تمهيد طريق هداية الناس نحو الخير والسعادة."