
وافتُتح
المعرض يوم الجمعة 3 أكتوبر الجاري في أجواء مهيبة شهدت تلاوة آيات من
القرآن الكريم ودعاء الافتتاح بحضور مفتي جمهورية تتارستان "الشيخ كامل حضرة ساميجلين" ونائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا "المفتي روشان حضرة عباسوف" وممثلين عن وزارة الأوقاف و
الشؤون الإسلامية بدولة قطر ومسؤولي الحكومة المحلية في تتارستان وقازان إضافة إلى شخصيات أكاديمية وثقافية وممثلين عن الإعلام والمجتمع المدني.
وشكّل مسجد مرجاني، أقدم مساجد
جمهورية تتارستان وأحد رموز النهضة الدينية في قازان، فضاءً روحياً مميزاً احتضن هذا الحدث الدولي الذي أبرز العمق التاريخي والتنوّع الحضاري في علاقة روسيا بالإسلام والقرآن الكريم.
تجربة تفاعلية ثرية
وضمّ المعرض مساحات تعليمية وتفاعلية مميزة منها جولة افتراضية في مكة المكرمة والمدينة المنورة زمن الرسول الأعظم(ص)، وورشاً لفن الخط العربي والتعرف على جماليات الكتابة القرآنية ودروس للأبجدية العربية لتعليم أساسيات لغة القرآن الكريم، كما ضمّ المعرض جناحاً خاصاً بالأطفال جمع بين التعليم والمتعة، وتجربة قراءة سورة الفاتحة بصوت الزوار أنفسهم، وعروضاً لأفلام وثائقية وروائية من إنتاج مخرجين روس وقطريين حول الثقافة الإسلامية بعضها عُرضت سابقاً في مهرجان "قازان" السينمائي الدولي.
تعاون ثقافي ودبلوماسي
وأقيم هذا المعرض بالشراكة بين الإدارة الدينية لمسلمي روسيا ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر بدعم من الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان وجاء هذا الحدث تتويجاً لمسار ثقافي بدأ العام الماضي في موسكو حيث لاقى المعرض تفاعلاً واسعاً ليصبح بعدها معرضاً متنقلاً شمل مدنًا روسية عدة مثل موسكو وساراتوف وسارانسك قبل أن تختتم جولته في قازان.
ويمثل المشروع نموذجاً للدبلوماسية الدينية والثقافية بين روسيا وقطر إذ يجمع بين قوة الرسالة القرآنية والتقنيات الحديثة في العرض والتفاعل ما جعله جسراً للتقارب الثقافي والتفاهم بين الشعوب.
كلمات ورسائل
في كلمته خلال الافتتاح أكد مفتي تتارستان "الشيخ كامل ساميجلين" أن قازان هي مركز علوم القرآن في روسيا مذكراً بأن المدينة كانت أول من طبع المصحف الشريف وفق الرسم العثماني عام 1803م وأهدى نسخة مطبوعة طبق الأصل من طبعة قازان التاريخية للمفتي روشان عباسوف تقديراً للتعاون في إنجاز هذا المشروع الثقافي المشترك.
كما أُبرز في المعرض أن هذا المشروع يجمع بين المعرفة والتجربة التفاعلية ويُظهر الرسالة العالمية للقرآن الكريم التي توحد الثقافات والأجيال، ويجسد روح التعاون الثقافي بين روسيا وقطر ويؤكد أن الدبلوماسية المستندة إلى القيم الدينية والاحترام المتبادل قادرة على توطيد العلاقات الإنسانية والتقريب بين المجتمعات.
المصدر: مسلمون حول العالم