
ونظّمت جمعية القرآن الکریم والمستشرقين في الحوزة العلمية بقم المقدسة بالتعاون مع معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية، وجمعية بحوث القرآن، وجامعة المصطفى (ص) العالمية، ومركز "الإمام علي بن أبي طالب (ع)" التخصصي للقرآن، الندوة الثالثة من سلسلة ندوات "الرسول الأعظم (ص) من منظور المستشرقين" في مدينة قم المقدسة(جنوب العاصمة الايرانية طهران).
وتحدّث في الندوة حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ محمد حسن زماني"؛ رئيس جمعية القرآن والمستشرقين في إیران، حول مكانة الديانات الإبراهيمية والروابط بينها، وتطرق إلى أن جوهر الأديان السماوية واحد، وأن جميعها تشترك في أصل الدين، الذي هو الإسلام بمعنى التسليم لله تعالى.
وقال الشیخ محمد حسن زماني: "إن الاختلاف بين هذه الأديان ليس في حقيقة الدين، بل في الشرائع والأحكام الجزئية لكل عصر".
إقرأ أيضاً:
وأضاف: "إن التوافق والتعاطف بين أتباع الأديان الإبراهيمية ليس فقط ممكناً، بل ضرورياً من أجل الفهم المتبادل والحوار البنّاء بين التقاليد الإلهية".
وأردف رئيس جمعية القرآن والمستشرقين في إیران، قائلاً: "إن السبب الرئيسي لاتجاه الفكر الغربي نحو الطبيعة وترك الدين كان السلوك الخاطئ والقمعي للكنيسة في العصور الوسطى؛ تلك المؤسسة التي كانت تتعامل بعنف مع العلماء والمفكرين الذين كانوا يطرحون آراء جديدة في العلوم الطبيعية أو الفلسفة أو اللاهوت، وعذبت أو أعدمت كثيراً منهم."
 في جانب آخر من الندوة، قدّم حجّة الإسلام والمسلمين "السيد محمد سلطاني"، عضو الهيئة العلمية لمركز أبحاث الثقافة والمعارف القرآنية في إیران، بحثه العلمي بعنوان "دراسة الأضرار الناتجة عن النزعة الطبيعية في دراسات السيرة النبوية للنبي الأكرم (ص) في أعمال المستشرقين؛ دراسة حالة حول انتشار المضامين العهدية في الحجاز قبل الإسلام".
وقال: "إن النزعة الطبيعية لها نوعان رئيسيان؛ النوع الأول هو النزعة الطبيعية الأنطولوجية أو الميتافيزيقية، التي تقوم على إنكار أي كائن أو عامل فوق طبيعي، والنوع الثاني هو النزعة الطبيعية المنهجية، التي بموجبها تقتصر الأنشطة الأكاديمية على تفسير الظواهر من خلال الأسباب الطبيعية فقط، وهي ذات جانب غير إيماني وذات طابع إلحاد مؤقت."
وأشار إلى كتابه "تاريخ الإسلام من منظور المستشرقين"، قائلاً: "يشرح الكتاب ثلاثة مبادئ للمنهج التاريخي النقدي لـ "إرنست ترولتش"؛ المبدأ الأول هو مبدأ النقد، أي لا ينبغي قبول أي وثيقة تاريخية دون مراجعة وتقييم؛ لأنها قد تكون في خدمة توجهات أيديولوجية أو سياسية أو دينية."
وأردف مبيناً: "المبدأ الآخر هو الترابط أو التلازم السببي، أي يجب تحليل كل حدث في ارتباطه بالأسباب السابقة والنتائج اللاحقة له؛ لأن التاريخ شبكة من العلاقات والأسباب الطبيعية."
وأشار السيد سلطاني إلى مبدأ التشابه أو القياسية كـ مبدأ ثالث، وأكد أن تجربة الإنسان اليوم لا تختلف جوهرياً عن تجربة البشر في الماضي؛ ولا ينبغي تحليل النصوص المقدسة بشكل استثنائي ومختلف عن بقية النصوص التاريخية."