وأشار إلى ذلك، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، "الدكتور مسعود بزشكيان"، في رسالة بعثها إلى الدورة السابعة عشرة من مسابقة "مدهامتان" القرآنية التي تمت قراءتها خلال حفل اختتام المسابقة.

وفيما يلي نصّ رسالة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية:

"إنّ إقامة مهرجان "مدهامتان" القرآني هو تكريم ونشر الثقافة القرآنية وتكريم أهل القرآن في هذه الأرض التي تزخر بالعلم والمعرفة. القرآن الكريم، باعتباره كتاب الهداية الخالد ومظهر إعجاز الوحي، هو مصباح طريق الإنسان في حياته الفردية والاجتماعية، وتلاوته، والتدبر فيه، والعمل بتعاليمه، هو أسمى طريق لنمو الجيل الشباب روحياً وأخلاقياً.

كما نقرأ في القرآن الكريم "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" فإن الهدف النهائي من إقامة مثل هذه المسابقة هو اكتساب القيم والفضائل الأخلاقية والروحانية المستمدة من هذا الكتاب المقدس.

إقرأ أيضاً:

إنّ الدورة السابعة عشرة لهذا المهرجان التي تُقام هذا العام تحت شعار "ضيافة الآيات"، وباستضافة دار المؤمنين، وبمحورية المسجد والأحياء، تُعدّ تجسيداً للنشاط الشعبي الواسع في نشر الثقافة القرآنية والروحانية في المجتمع، ودور المراكز التابعة للمساجد في تربية وإعداد الكوادر الشابة والمؤمنة في هذا المجال البنّاء جدير بالثناء.

الابتكار الجديد في هذه الدورة من المسابقة التي تقام بشكل جماعي، قد وفّر أرضية لتعزيز التعاون والتآزر وتنمية المهارات الجماعية للمشاركين، ويعتبر تجربة مبتكرة في تعليم القرآن والمنافسة القرآنية. هذا الابتكار سيعزّز العلاقة بين تعليم القرآن والعمل الجماعي، وكذلك حس المسؤولية والمشاركة الجماعية لدى المراهقين والشباب، خاصة في الأحياء.

نأمل أن تكون هذه الحركة القيمة والروحية ملهمة لبرامج المراكز المستقبلية، وتمهّد الطريق لرفع مستوى الثقافة القرآنية في الأحياء والمجتمع بأسره، وتوفّر مسارًا للنمو الروحي والأخلاقي للمراهقين والشباب في البلاد أكثر من ذي قبل.

نؤمن بأن المجتمع الذي يرتبط بالقرآن ارتباطًا عميقًا سيكون مجتمعًا قويًا، سليمًا، عادلًا، ومليئًا بالأمل. وفي مجال الثقافة العامة، إذا كنا نسعى إلى الهدوء في الأسر والثقة والتآزر في المجتمع، وإذا أردنا أن يبني شبابنا الأعزاء المستقبل بالأمل والقدرة، فإن السبيل إلى ذلك هو التمسك بالتعاليم الهادية وإبقاء روح القرآن حية في السلوك والقرار والحياة الاجتماعية.

في الختام، أتقدم بالشكر الجزيل لجميع القائمين على تنظيم هذا المهرجان القيّم، الذين بجهودهم المخلصة، عطروا أجواء المجتمع بالآيات الروحية للقرآن، ووفروا الأمل والنشاط والدافع القرآني لجيل الشباب. أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً للعمل بالقرآن والتخلق بأخلاق القرآن. "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا".

هذا ويُذكر أن الدورة السابعة عشرة من مسابقة "مدهامتان" الوطنية للقرآن الكريم أقيمت في الفترة من 11 إلى 14 نوفمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 600 من الناشطين القرآنيين من المراكز الثقافية والفنية للمساجد في البلاد في مدينة "همدان"(غرب ايران).

4316744