
وأشار إلى ذلك، آية الله "الشيخ مهدي هادوي الطهراني"، أستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية، في استمرار سلسلة جلسات تفسيره، حيث تابع تفسير سورة آل عمران المباركة، وقال: "في بداية هذه السورة ورد عن القرآن الكريم أنه ما في القرآن هو عين الحق والواقع، وهو مؤيد لحقيقة الكتب السماوية السابقة عليه."
وتطرق إلى الآية الرابعة من هذه السورة المباركة "مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ " واستخدام تعبير الفرقان، وقال: "إنّ الفرقان ليس خاصاً بالقرآن الكريم، بل ورد أيضا في كتب الأنبياء (علیهم السلام)، كما ورد عن النبي موسى (ع) أنه أُعطي الفرقان."
إقرأ أيضاً:
وأضاف آية الله الشيخ محمد هادوي الطهراني: "وفقا لرأي المفسر الايراني الكبير العلامة الطباطبائي (رحمه الله)، الفرقان هو الفارق بين الحق والباطل، وأحد أهم أعمال الإنسان في حياته هو التمييز بين الحق والباطل."
وقد أوضح قائلاً: إن الله قد عرّف القرآن بأنه الفرقان، وبمعيار القرآن يمكننا التمييز بين الحق والباطل في القضايا الاجتماعية والحياة الشخصية، ولكن للأسف في الوقت الحاضر ليس الأمر كذلك."
واستطرد قائلاً: "بعض الأشخاص الذين أسلموا، وأنا على تواصل معهم، قد أسلموا غالباً من خلال الاستماع إلى القرآن الكريم أو مواجهته؛ أحدهم روى لي أنه في يوم من الأيام ذهب إلى أحد أصدقائه المسلمين وكان يعاني من مشاكل فكرية وروحية كثيرة في حياته، وعندما دخل غرفته واجه القرآن وقرأ عدة صفحات منه، فشعر وكأن إجابات العديد من أسئلته الفكرية والعقلية موجودة فيه، وله إجابات رائعة، وهذا ما جعله في النهاية يعتنق المذهب الشيعي، وهو الآن من النشطاء الشيعة في أوروبا وقد ترجم العديد من الكتب إلى لغة بلاده."