بعد خلق الله تعالی آدم وحواء (ع) أسکنهما الجنة وقال لهما أن یأکلا ما یریدان ولکن أمرهما أن لا یقربا من شجرة واحدة "...وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ" (البقرة / 35).
ولکن أغرهما الشیطان وأکلا من الشجرة حتی أخرجهما الله تعالی من الجنة جزاء بما فعلا وجعلهما في الأرض وهذا ما جاء في سورة الأعراف الآیة 19 و أیضاً سورة طه الآیة 120.
ولم یذکر القرآن الکریم نوع الشجرة والفاکهة التي أکلا منها آدم وحواء(عليهما السلام) وهناك فهمان للموضوع؛
الأول: الفهم الظاهري: البعض أخذ بظاهر لفظ الشجرة وإجتهد في ذلك إذ إختلف کل منهم في أنها شجرة تین أو عنب أو نخلة أو يوسفي أو كافور أو عناب أو کان قمحاً وما شابه ذلك.
وقال هؤلاء المفسرون أن لفظ الشجرة یشتمل علی الأعشاب أیضاً فإنه یشتمل مثلاً علی القمح کما جاء في قصة نبي الله یونس (ع) "وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ" (الصافات / 146) والیقطین لیس بشجرةکما أن القمح لیس بشجرة.
ویعتقد عوام الناس أن الشجرة التي أکل منها آدم وحواء(ع) کانت شجرة تفاح وهذا غیر صحیح بل إن مصدر المعلومة هو الثقافة الدینیة الغربیة التي تعتقد أن آدم(ع) أکل التفاح، لأن الغربيين يعتبرون التفاح رمزاً لوسوسة النبي آدم(ع) وخطيئته الأولى.
وقیل في الروایة أن أهل البیت (عليهم السلام) أجابوا علی سؤال حول نوع الفاکهة التي أکل منها آدم (ع) أنه کان في الجنة حیث یثمر الشجر کل أنواع الفواکة والثمار وربما شجرة تثمر أکثر من فاکهة.
الثاني: الفهم الغیر ظاهری: قد إستخدم القرآن الکریم المعنی الغیر ظاهري للفظ الشجرة في قوله تعالی "الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ" (الإسراء / 60) وقیل في تفسیر الشجرة أنها أنها صفة الحسد التي حذر الله منها المؤمنین.