ایکنا

IQNA

الشخصیات القرآنیة / 16

لماذا لقب النبي إسماعيل(ع) بأبي العرب؟

14:03 - November 22, 2022
رمز الخبر: 3488683
طهران ـ إکنا: يعتبر سيدنا إسماعيل(ع) هو الابن الأكبر لنبي الله إبراهيم(ع) وبعد میلاده إنتقل بأمر من الله إلی مکة المکرمة وهذا کان أساس التأریخ الذی بدأ الإسلام فیما بعد.

لماذا لقب النبي إسماعيل(ع) بأبي العرب؟وسيدنا إسماعیل(ع) من أنبیاء الله وهو نجل نبي الله إبراهیم وأخوه إسحاق (ع) وجاهدوا جمیعا ضد الکفر والشرک وبشروا بالتوحید والدیانات التوحیدیة التي تلقب بالإبراهیمیة.

وکان سیدنا إبراهیم(ع) متزوج من سارة ولم تنجب له فزوجته من هاجر التي أنجب منها إسماعیل وبدأ تأریخ العرب والتوحید بهذه الولادة الجدیدة وتم تسجیل أحداث مهمة یحییها المسلمون وغیرهم.

يروي المؤرخون أن نبي الله إبراهيم(ع) كان متزوجاً من سارة أخت نبي الله لوط عليه السلام، وهي ابنة خالته، وأنه لم يرزق منها بولد طوال أكثر من عشرين عاماً، فدعا إبراهيم ربَّه قائلاً: ﴿ربّ هب لي من الصالحين﴾ .

وكانت سارة تعلم برغبة إبراهيم عليه السلام في أن يصبح أباً ويكون له ولد يعينه في حياته ويرثه بعد مماته. وكانت لها جارية مصرية قبطية، اسمها هاجر، فوهبتها له، ليتزوجها عسى أن يتحقق له مايريد.  وهكذا حقق الله دعوة خليله إبراهيم عليه السلام، وحملت هاجر ﴿فبشرناه بغلام حليم﴾ ، هو اسماعيل عليه السلام.

وارتفعت نفس هاجر بعد حملها، وراحت تتباهى وتتكبر على سيدتها سارة، فاغتاظت سارة ولحقتها الغيرة، فكانت تدور بينها وبين هاجر خلافات كالتي تحصل بين الزوجتين في البيت الواحد، ولكن إبراهيم عليه السلام كان يوفق بينهما في كل مرة.

بعد خمس سنوات على ولادة إسماعيل عليه السلام أنجبت سارة إسحاق عليه السلام وهكذا صار لإبراهيم ولدان: إسماعيل من هاجر، وإسحاق من سارة... ولحكمة أرادها الله، وتحاشياً لما قد يقع بين الزوجتين وولديهما من الخلاف والمشاحنات أمر الله سبحانه خليله إبراهيم عليه السلام أن يخرج بإسماعيل وأمه هاجر، ويبتعد بهما عن سارة، التي اغتمت كثيراً وثقل عليها أمر هاجر وودلها إسماعيل، بعد أن صار لها ولد.

بوادٍ غير ذي زرع

أذعن إبراهيم عليه السلام لأمر ربه، فخرج بهاجر وابنها إسماعيل، وهو لا يدري إلى أين يأخذهما، فكان كل ما مرّ بمكانٍ أعجبه فيه شجر ونخل وزرع قال: إلى ههنا يا ربّ؟ فيجيبه جبرائيل عليه السلام: امض يا إبراهيم...

وظلَّ خليل الله وهاجر سائرين، ومعهما ولدهما الرضيع إسماعيل حتى وصلوا إلى مكة، حيث لازرع هناك ولاماء، اللهم إلاّ دوحة ألقت عليها هاجر كساءً كان بحوزتها، ليظلهم من حرِّ الشمس اللاهبة.

وأراد إبراهيم عليه السلام أن يترك هاجر وولدها إسماعيل، في ذلك المكان القاحل المقفر، حيث لا دار ولا نافخ نار، ولا طعام فيه ولا شراب، إلاّ كيس من التمر وقربة صغيرة فيها قليل من الماء كانوا قد حملوهما معهم عند بدء رحلتهم. فخافت هاجر على نفسها الجوع والعطش، وعلى ولدها الهلاك، فتعلقت بإبراهيم عليه السلام تريد ألا تتركه يذهب، وراحت تساله: إلى أين تذهب يا إبراهيم وتتركني وطفلي في هذا المكان الذي ليس فيه أنيس، ولا زرع ولا ماء؟!.. أو ما تخاف أن نهلك أنا وهذا الطفل جوعاً وعطشاً؟!

رق قلب إبراهيم عليه السلام وتحير في أمره، ولكنه تذكر أمر الله له، فماذا يفعل وهو إنما ينفذ ماأمره به ربه؟

وأشاح بوجهه عنها.. ولكن هاجر ألحت في السؤال، وظل إبراهيم عليه السلام منصرفاً عنها يناجي ربه.. ويأتي الجواب، جازماً حاسماً لا تردد فيه ولا تراجع: إن الله هو الذي أمرني بترككم في هذا المكان، وهو لا شك سيكفيكم..

لاذت أم إسماعيل بالصمت، ورضخت هي الأخرى لما أراده الله ثم قالت: إذن لا يضيعُنا..

ورفع إبراهيم عليه السلام يديه بالدعاء متضرعاً إلى الله وهو يهم بالعودة: ﴿رب إنّي أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم. وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون﴾ . ثم قفل عائداً إلى بلاد الشام حيث سارة، وقلبه يهوي إلى مكة.. إلى ولده وفلذة كبده إسماعيل الرضيع، ولا حيلة له إلاّ الدعاء والتضرع.

بئر زمزم

انطلقت هاجر تبحث عن الماء في كل اتجاه. وكان الصفا أقرب جبل إليها، فصعدت عليه وراحت تنظر يمنه ويسرة وفي كل ناحية فلاح لها على المروى سرابٌ طنته ماءً، نزلت عن الصفا وراحت تسعى مهرولة في الوادي باتجاه المروى، وفي ظنها أنها ستجد الماء.. ولكم كانت خيبتها حينما لم تجده شيئاً، فوقفت منهكة تنظر وتتفحص فلاح لها سرابٌ في الجهة الأخرى على الصفا وكأنه الماء فعادت مهرولة إلى الصفا ولكنها لم تجد هنالك شيئاً.

وهكذا في كل مرة، حتى فعلت ذلك سبع مرات وطفلها لم يفارق مخيلتها، ولم تكن تطيق أن يغيب عن ناظريها.. فلما كانت في المرة السابعة، وقد اشتد بها العطش، وأخذ منها التعب، وأنهكها المسير، دون أن تعثر على الماء.. نظرت إلى طفلها والدموع تكاد تطفر من عينيها، فإذا الماء ينبع من تحت قدميه، فأتته مسرعة وراحت تجمع حوله الرمل وهي تقول: زم زم. ثم أخذت تعب من الماء حتى ارتوت وانحنت على إسماعيل ترضعه.. فإذا بها تسمع صوتاً يقول لها: لا تخافي الضيعة، فإن ها هنا سيكون بيت لله يبنيه هذا الغلام وأبوه، فقري عيناً، إن الله لا يضيع أهله.

أفئدة من الناس تهوي إليهم

كانت قبيله جرهم، وهي إحدى أكبر القبائل العربية في ذلك الزمان، مثلها مثل بقية القبائل العربية تجوب الأماكن بحثاً عن الماء والعشب، وكانوا يقيمون في عرفات.. مما أتاح لهم أن يروا الطير تحوم فوق وادي مكة، حيث انبجس الماء من بئر زمزم، فعرفوا أن في ذلك الوادي ماءً، وبعثوا منهم من يتحقق من ذلك، فجاؤوا إلى الوادي فرأوا هاجر وإبنها إسماعيل، وشاهدوا البئر المملوءة ماءً فأعجبهم المكان، فاقتربوا من هاجر وسألوها من تكون؟.

قصت هاجر عليهم قصتها، فطلبوا منها أن تأذن لهم في النزول قريباً منها ومن البئر، فقالت لهم: سوف أستأذن لكم زوجي إبراهيم، فإنه يتفقدنا بين الحين والحين، ولما جاء إبراهيم ليرى إلام صار حال زوجته وابنه البكر إسماعيل عليه السلام، سألته هاجر إن كان يأذن أن ينزل الجرهميون قريباً منها في وادي مكة، فسرَّ بذلك سروراً عظيماً، وقد علم أن دعوته بدأت تتحقق، فأذن لهم.

وجاءت رسل جرهم ليعرفوا الجواب، فأعلمتهم هاجر أن زوجها أذن لهم بالنزول قريباً منها، شرط ألا يكون لهم على الماء سلطان. فعادوا إلى قومهم يخبرونهم، ففرحوا بذلك ووافقوا.

أقام الجرهميون قرب الماء، فأنست بهم أم إسماعيل، وقد منحوا ابنها كثيراً من المواشي،  وشبّ إسماعيل عليه السلام بين أبناء قبيلة جرهم، كواحد منهم، فتعلم منهم العربية، وبلغ مبلغ الرجال.

والحدث المهم الآخر الذي سجله التأریخ هو ذبح إسماعیل بأمر من الله وإمتثال إبراهیم للأمر حتی أنزل الله علیه أمراً یمنعه من ذلك.

لما بلغ إسماعيل عليه السلام الثالثة عشرة من عمره، أراد الله سبحانه وتعالى أن يمتحن صدق إيمان أبيه إبراهيم عليه السلام.. فأرى إبراهيم في المنام أنه يأمره بذبح ولده البكر الشاب إسماعيل وأن عليه إن كان صادق الإيمان أن يمتثل لأمر ربه.

وصدق إبراهيم الرؤيا قولاً وسعى إلى تصديقا عملاً وفعلاً، فجاء إلى ولده إسماعيل وقال له: ﴿يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى﴾ .

ولم يكن إسماعيل عليه السلام ليكذب رؤيا أباه، ويرفض أمر الله مولاه، فقال لأبيه: ﴿يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين..﴾ .

وأمر الله سبحانه جبرئيل فقلب السكين على قفاها، فلم تفعل شيئاً. ثم رفع إسماعيل عليه السلام وأتى بكبش كبير أضجعه موضعه، ونجى إسماعيل من الذبح: ﴿وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الآخرين. سلامٌ على إبراهيم. كذلك نجزي المحسنين﴾ .

وتوفيت هاجر أم إسماعيل رضوان الله عليها، فدفنها إسماعيل عليه السلام في مكة قرب البيت الحرام، في المكان الذي يعرف اليوم بحجر إسماعيل. ثم تزوج فتاة من جرهم، عاشت معه بعد وفاة أمه هاجر.

ومن أحداث حیاة إسماعیل (ع) مساعدته لأبیه إبراهیم (ع) في بناء الکعبة المشرفة حیث أصبح إبراهیم وأبناءه مسئولين عن ستار الکعبة.

ورفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بناء بيت الله الحرام، حتى بلغ يوم بنائه تسعة أذرع، وقد جعلا له بابين: شرقياً وغربياً يسمى المستجار. ثم إنّ جبرائيل عليه السلام دل إبراهيم على موضع الحجر الذي كان الله تعالى قد أنزله على آدم، والذي يروى أنه كان أشد بياضاً من الثلج، وإنما اسود بعدما لمسته أيادي الكفار، فأخذ إبراهيم عليه السلام الحجر الأسود ذاك، ووضعه في المكان الذي هو فيه اليوم.

وعند انتهاء إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) من بناء بيت الله الحرام، عهد الله إليهما أن يقوما على خدمته: ﴿... وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركّع السجود﴾ وجعله مثابة للناس، وأمرهم باتخاذه مصلى: ﴿وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾ .

لما أحس إبراهيم عليه السلام بقرب وفاته، أوصى ابنه إسماعيل عليه السلام أن يقوم بخدمة بيت الله الحرام، ويدبر شؤونه، وهكذا كان فبعد وفاة إبراهيم عليه السلام، قام إسماعيل برعاية البيت والسهر على شؤونه.

ويذكر أن نبي الله إسماعيل عليه السلام لما أحس بدنو أجله، أوصى إلى أخيه إسحاق بتدبير شؤون البيت الحرام، وتوفي سلام الله عليه، ودفن في المسجد الحرام في المكان الذي فيه الحجر الأسود.

وردت كلمة إسماعيل في القرآن الكريم 11 مرة في 8 سور هي: سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والأنعام، وإبراهيم، والأنبياء، وص، ومريم، ومعظم المرات التي ذكر فيها، كان يذكر فيها اسمه فقط ضمن أسماء مجموعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، جعلهم الله من ذرية إبراهيم عليه السّلام: إسحاق ويعقوب وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوط، ومن قبلهم نوح عليهم الصلاة والسلام والمذكورون في هذه الآيات 18 نبيّا.

captcha