وعایش النبي إبراهیم (ع) قوماً لم یؤمنوا بالله ورسوله والیوم الآخر إنما کانوا یعبدون الأوثان وجاء إبراهیم (ع) لیهدیهم إلی سبیل ربهم وکان أسلوبه في ذلك الحوار والمناظرة.
وکان له في المناظرة أسالیب منوعة منها التشکیك فکان (ع) یطرح علی قومه سؤالاً لیفتح لهم مجالاً للتفکیر والتدبر عند ذلك وبعد إعترافهم بخطأهم وجهلهم کان یعرض علیهم الهدایة.
ومن الأسئلة التي عرضها سيدنا إبراهیم (ع) علی قومه "إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ؛ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ؛ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ؛ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ؛ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ" (الشعراء / 70 – 74).
كان يستخدم سيدنا إبراهيم عليه السلام أساليب أخرى في مناظراته مثل المقارنة والاستدلال والإقناع.
ومن أجمل المناظرات لإبراهیم (ع) حصل عندما إلتقی بعبدة النجوم حیث عرف نفسه منهم ثم تحدی عقیدتهم حتی أثبت أن الله أهل للربوبیة دون سواه "فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ؛ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ"(الأنعام / 77 و 78).
عبر سيدنا إبراهيم(ع) في منازراته بشجاعة عن آرائه دون خوف من التهديدات والمخاطر، لكن هذا التعبير تم بهدوء وبطريقة سلمية، مما زاد من قوة وفعالية كلماته في الجمهور.