ایکنا

IQNA

الشخصیات القرآنیة / 23

قصة سيدنا شعيب(ع) خطيب الانبياء

13:47 - December 26, 2022
رمز الخبر: 3489195
طهران- إکنا: المؤرخون والمفسرون یصفون سيدنا شُعیب (ع) بالرجل المکفوف ولکن الموهوب في إلقاء الخطابة والإستدلال والمنطق.

ولما كبر وأصبح سيدنا موسى(ع) قوي البنية أعطاه الله علمًا وحكمة والكل يعلم أنه من بني إسرائيل على الرغم من أنه تربى في قصر فرعون وأمه لم يغفل عن عينها تذهب إليه وتحضنه وتزوره ويزورها.

وله قدر ومكانة عند قوم فرعون. وهو على دين أبيه يعقوب عليه السلام. في يوم من الأيام دخل إلى المدينة في وقت الظهيرة فوجد رجلين يتشجاران. وجد القبطي وهو من رجال فرعون يضرب رجلاً ضعيفاً من بني إسرائيل.

وينادي من ينقذه من بطش القبطي ولم يكن هناك أحد إلا موسى عليه السلام فإذا بموسى عليه السلام يذهب إلى الصوت فقال يا موسى أدركني فأسرع موسى لينقذه قبل أن يموت الرجل.

وأبعد القبطي بيده القوية فسقط القبطي على الأرض ومات. ولم يقصد موسى قتله وإنما إبعاده عن الرجل الضعيف، لكنه عليه السلام كان قوي البنية فهو من أولو العزم. فلما رأى موسى عليه السلام أن الرجل مات ولم يقصد ذلك قال هذا من عمل الشيطان!

أما الرجل من بني إسرائيل فقد هرب وأما موسى أخذ يستغفر ربه، قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي …

وبعدما انتشر الخبر ورأوا أن رجلًا قبطيًا قد مات وهذه أول مرة تحدث، فأرادوا أن يعرفوا من القاتل ليقتلوه، وخاف موسى بعد أن علم بالأمر، ماذا يفعل سيقتلونه إذا علموا أنه القاتل مع أنه لم يقصد قتله.

لا أحد يعلم القصة سوى الرجل الذي أنقذه موسى من بني إسرائيل، فإذا نفس الرجل الذي أنقذه فعل نفس المشكلة مع قبطي آخر واستنجده مرة ثانية، فقال موسى(ع) إنك لغوي وصاحب مشاكل.

فلما اقترب موسى لينقذه ظن الاسرائيلي أنه سيقتله فإذا به يصرخ يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسًا بالأمس. وكشف السر وسمع الناس الخبر. هرب موسى(ع) فجاءه رجل ونصحه أن يخرج من مصر قبل أن يجدوه.

ولم يستطع قوم فرعون اللحاق بموسى عليه السلام. ومشى موسى عليه السلام متوجهًا إلى مدينة تسمى مدين، أهلكه الجوع والعطش وكان حافي القدمين عليه الصلاة والسلام، فوجد من بعيد بئراً فيه أناس يسقون، فأسرع إلى الماء ليروي عطشه فإذا بفتاتين تقفان على ناحية أخرى بعيدة عن الرجال.

كانتا تنتظران دورهما واستغرب لم واقفتان هنا فسألهما، قالتا بكل أدب لا نختلط مع الرجال. سألهم ألم يكن لكم أب أو أخ قالتا عندنا أب كبير بالعمر. فسقا لهما ثم ذهب إلى مكان لوحده ودعا ربه وقال: "رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير".

وأسرعتا وحدثتا أباهما بما حصل فقال نادياه فذهبت إحداهما إلى موسى عليه السلام قالت إن أبي يريد أن يشكرك على ما فعلته لنا. لكن كيف رافقها الطريق … ؟ إنه نبي الله! طلب منها أن تمشي خلفه وهو أمامها تدله بالحصى على الطريق، حتى وصل وحدث أباها الصالح عن كل شيء.

فقال له الشيخ لا تقلق لن يصل فرعون وقومه إلينا فهو لا يعرف مكاننا فقالت إحدى الفتاتين يا أبت استأجره قال يا موسى أريد أن أعرض عليك إحدى ابنتي، لما رأينا من أدبك وشهامتك. فقال: لكن ليس لدي مهر. قال تعمل عندي ثمان سنوات وإن أكملتها إلى عشر سنوات يكون كرم منك. فوافق موسى عليه السلام وتزوج ابنته وأكمل العشرة سنوات ورزقه الله أولاد وخيرات كثيرة.

وصفت المصادر التأریخیة شُعیب (ع) بالرجل المکفوف کما کان یعقوب (ع) وقیل أن السبب في فقده البصر کان بکاءه الکثیر عند مناجاته لله سبحانه وتعالی.

وروی عن رسول الله (ص) أن شعیب (ع) بکی حتی فقد البصر وأعاد الله له البصر ثم عاد یبکی حتی فقد بصره مرة أخری ثم أعاد الله له البصر وعاد مرة ثالثة یبکی عند الله حتی فقد البصر أعاد الله له البصر وفي المرة الرابعة أوجب الله علیه الجنة وحرم علیه النار لیکف عن البکاء.

ولم یرضی شعیب بالجنة أو بُعده عن النار إنما خاطب الله قائلاً: "إلهي و سَيّدي ، أنتَ تَعلَمُ أنّي ما بَكَيتُ خَوفا مِن نارِكَ و لا شَوْقا إلى جَنَّتِكَ ، و لكنْ عُقِدَ حُبُّكَ على قَلبي فلَستُ أصْبِرُ أو أراكَ".

وقد دعا شعیب (ع) قومه إلی الله بکلام عذب وأسلوب حکیم حتی قال فیه رسول الله (ص) "کانَ شُعَیبٌ خَطِیبُ الْأنبِیاءِ".

وكفر قوم سيدنا شعيب(ع) برسالته بدلاً من الاستماع لنداءه المنطقي وطاعته، كما أنهم كانوا عنيدين حيث وصفو النبي شعيب(ع) بالجاهل.

وتختلف آراء المؤرخين عن عمر شعيب(ع)، فيعتقد البعض أنه عاش 242 عاماً، بينما كتب آخرون أنه عاش 254 و 400 عام، وكما أن هناك خلافات في الرأي حول مكان وفاته ودفنه. وتعدّ السعودية واليمن وفلسطين وإيران من الأماكن التي يُرجح أن يُدفن فيها سیدنا شعيب(ع).

أخبار ذات صلة
captcha