وتتصف المجتمعات التقلیدیة بإتباع أسالیب وأنماط الآباء والإحتذاء حذوهم في کل شؤون الحیاة ولکن هذه الصفة لم تکن حصراً علی المجتمعات القدیمة بل إنها الصفة الأبرز للمجتمعات الحدیثة.
والنقد الموجه لأنواع التبعیة العمیاء هو أنها تتسبب في کتم الحقیقة کما تحول دون إصلاح الإنحرافات التي تکمن في حیاة البشر.
ومن آیات القرآن الکریم فی رفض التبعیة هی الآیة 170 من سورة البقرة المبارکة "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ".
وفي الآیة الکریمة دروس کثیرة یشیر إلیها المفسر القرآني الشهیر حجة الإسلام والمسلمین "الشيخ محسن قرائتي" فی تفسیر "النور" قائلاً: إن الآیة تحذرنا من إتباع الشیطان ومن مصادیق الشیطان هي التبعیة العمیاء.
وبحسب الشیخ قرائتي من تعالیم الآیة الکریمة النقاط التالیة؛
أولاً: تمنع العودة إلی الوراء وإتباع سنن الأولین لقوله "مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا".
ثانیاً: العصبیة والعنصریة والعرقیة تؤدي إلی رفض الحقیقة " بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا".
ثالثاً: تقاليد السابقین تترك أثراً علی اللاحقین "ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا".
رابعاً: لا یُعثر علی طریق الحق إلا بالعقل والوحي "لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ".
خامساً: إن في نقل التجارب منفعة ولکن لا قیمة ولا منفعة في نقل الخرافة من الأجیال السابقة إلی الأجیال اللاحقة " آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ".
سادساً: العقل یهدینا نحو الوحی ویحثنا علی إتباعه " اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ ... أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ".