والبحوث تدلّنا علی أن الربا ظاهرة وجدت مع تواجد المال وتعود إلی العصر القدیم أي قبل میلاد المسیح.

والربا یعني أن تقرض ثم تسترد المال بأکثر مما أعطیت وإن العلاقات الإقتصادیة السلیمة تؤدي إلی نمو المجتمع وعلو ثقافته ولکن الربا یعمل العکس فهو یؤسس للظلم الإقتصادي.

وفقًا للآيات القرآنية والأحاديث، يعتبر علماء المسلمين الربا حراماً، وتؤكد النصوص الإسلامية أن السبب في إعتبار الربا حراماً هو محاربة الظلم من جهة وتعزيز الممارسات الاجتماعية الجيدة مثل الإقراض من جهة أخرى.

والربا هو أيضاً قضية مرفوضة في مختلف الديانات، لكن أتباع الديانات يستخدمون حيلاً مختلفة لأكل الربا، وهو سلوك قبيح.

وحرم الدین الإسلامی الربا لقوله تعالی "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة / 275).

ویقول المفسر القرآني الايراني العلامة "السيد محمد حسین الطباطبایي" کاتب تفسیر المیزان في کتابه عن أسباب ذم القرآن للربا أن الربا یتخذ منحی یؤدي إلی إتلاف مال الفقراء وإهدار ماله إلی الأبد.

ویؤکد العلامة الطباطبایي أن القرآن الکریم یحثّ علی التجارة السلیمة وفي المقابل یحرم الربا الذي یضرّ بالأخلاق والإقتصاد ویمنع البشر من النمو.

ومن العواقب الوخيمة للربا هي زيادة التمييز الطبقي في المجتمع، وتدمير ثقافة العمل والجهد، وتدمير الطبقات الاجتماعية الضعيفة، وإزالة عملية التوزيع العادل للثروة في المجتمع.