وبعدما خلق الله البشر و نفخ فیه من روحه ووصفه بأشرف المخلوقات لقدرته بلوغ الکمال أکثر من غیره من الخلق أمر الله الملائکة لیسجدوا له. 

ولکن الشیطان وهو أقرب الملائکة إلی الله لم یمتثل لأمر البارئ عز و جل لأنه کان یعتبر نفسه أفضل من البشر ولهذا أثار غضب الرحمن وأصبح عدواً للإنسان إلی یوم الدین. 

ولهذا أصبح الشیطان عدواً للإنسان وأقسم بأنه سیغوی البشر ویضلهم "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ" وهذا ما یرویه القرآن الکریم تفصیلاً في الآیة الـ34 لغایة الآية الـ39 من سورة البقرة المبارکة. 

وبحسب التعالیم الإسلامیة یستطیع الشیطان إغواء الإنسان ووسوسته علی إرتکاب الذنب والخطیئة والإبتعاد عن طریق الهدایة الإلهیة. 

وحذر الله تعالی من الشیطان ووصفه بالعدو للإنسان کما قوله تعالی "وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ"(سورة الزخرف / الآية 62) وفیما یلي تفسیر المفسر القرآني الايراني والباحث في الدراسات القرآنية الشیخ "محسن قرائتي" للآیة الکریمة؛ 

أولاً: بسبب تأریخ الشیطان في تضلیل آدم وحواء وإخراجهمh من الجنة فإن عداءه أمر جلي وثابت ولهذا یقول البارئ "عَدُوٌّ مُبِينٌ". 

ثانیاً: إن معرفة وسوسة الشیطان لیس بحاجة إلی تعقل وتفکر لأن الإنسان یستطیع کشف النهج المنحرف من خلال فطرته المهتدیة ولهذا یقول تعالی "عَدُوٌّ مُبِينٌ". 

ولکن هناك من یتساءل عن ضرورة کشف الشیطان کـ عدو مبین للإنسان والإجابة هي أن الإنسان کائن یمیل إلی الکمال بذاته ولهذا علیه معرفة کل ما یعیق مسیرته التطوریة نحو الکمال. لذلك فإن معرفة هذا العدو وطرق نفوذه من الواجبات الأساسية لكل إنسان.