ایکنا

IQNA

فنون التلاوة / 17

"أبو العینین شعیشع" صاحب الصوت المعدني

9:44 - December 25, 2022
رمز الخبر: 3489173
القاهرة ـ إکنا: الشیخ الفقید أبو العینین شعیشع الملقب بـ"شیخ القراء" کان آخر قراء الجیل الذهبي لتلاوة القرآن الکریم في مصر حیث قضى حياته في خدمة القرآن الكريم، وإحياء التلاوة المصرية القديمة.

وُلد "الشيخ أبوالعينين شعيشع" فى مدينة "بيلا" بمحافظة "كفر الشيخ" المصرية في 12 أغسطس من عام 1922 للميلاد، لكن "منى أبوالعينين شعيشع"، نجلة القارئ الراحل الشيخ أبوالعينين شعيشع تؤكد بإن تاريخ الميلاد الحقيقي لوالدها القارئ الراحل في 12 أغسطس عام 1922م، وليس كما مُسجل 22 أغسطس.

والتحق الشيخ أبو العينين شعيشع  بكُتاب المدينة، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ "يوسف شتا"(رحمه الله)، وهو لم يتجاوز العاشرة من عُمره، وذاع صيته كقارئ للقرآن عام 1936 للميلاد، وهو في الرابعة عشر من عُمره، وذلك بعد مُشاركته بالتلاوة في حفل أُقيم بمدينة المنصورة فى ذلك العام، والتى تبعدُ عن مدينة بيلا بنحو 27 كيلو متراً.

ودخل شعيشع، الإذاعة المصرية عام 1939، مُتأثراً بالشيخ محمد رفعت، حيث استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات "رفعت"، ولكنه اتخذ لنفسه أسلوباً فريداً في التلاوة بدءاً من منتصف الأربعينيات، وكان أول قارئ مصري يقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى المبارك.

وعام 1969 للميلاد، عُين "شعيشع" قارئاً لمسجد عُمر مكرم بميدان التحرير، وسط القاهرة، ثم قارئاً لمسجد السيدة زينب(س) عام 1992، وناضل كثيراً في بداية السبعينات من القرن الماضى لإنشاء نقابة القُراء مع كبار قراء القرآن الكريم في مصر حينذاك، وقد انتُخب نقيباً لنقابة القراء منذ عام 1988، خلفاً للقارئ الراحل الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد، وظل نقيباً لها حتى وفاته.

كما عُين شعيشع عضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعميداً للمعهد الدولى لتحفيظ القرآن الكريم، وعضواً للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون، وعضواً باللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف المصرية، وعضواً بلجنة عمارة المسجد بالقاهرة، وحصل على وسام الرافدين من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا، وفلسطين، وأوسمة من تركيا، والصومال، وباكستان، والإمارات العربية المتحدة، وبعض الدول الإسلامية.

وتُوفي شعيشع، فى 23 يونيو من عام 2011، عن عُمر يُناهز الـ89 عاماً، قضى خلالها رحلة عامرة في تلاوة القرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها، ودُفن في المقابر المُجاورة لكلية البنات بجامعة الأزهر بالقاهرة، وصُلى عليه صلاة الغائب فى مسقط رأسه بمسجد "أبو غنام"، أحد أكبر مساجد مدينة بيلا، وعدد من مساجد المدينة، وكان ذلك يوم الجمعة المُوافق 24 يونيو، وخُصصت خطبة الجمعة لذكر مناقبه ومآثره.

وكان الشیخ أبوالعینین شعیشع أسطورة في مجال تلاوة القرآن الکریم وکان یتمیز بصوت قوي ولهذا السبب لقبه البعض بصاحب "الصوت المعدني".

وکان الشیخ أبوالعینین شعیشع یتلو القرآن الکریم منذ طفولته حیت قام بتلاوة کتاب الله في القصر الرئاسي وفي المسجد الأقصی وفي معظم الدول الإسلامیة وحظی بمکانة رفیعة عند القراء إذ وصفه البعض بالظاهرة التي لن تتکرر أبداً.

وفضیلة الشیخ أبوالعینین كان صاحب صوت أصیل وکما یقولون في علوم الموسیقی أن الصوت یتغیر ویختلف کل 10 سنوات ویأخذ شکلاً آخر هکذا کان صوت الشیخ أبوالعینین إذ أدرك الشیخ أن الصوت أخذ مجالاً آخر وبقی یقرأ حتی الممات لأنه کان موهوباً. 

وکان یتمتع بصوت قوي کـ الحدید حيث حظی بلقب صاحب الصوت المعدني کما لقبه البعض بصاحب الصوت "الخشبي" أو "النحاسي" وذلك لما لصوته من إنعکاس کـ الخشب عندما تضرب علیه.

ویحاول الكثير من قراء الجيل الجديد تقليد أسلوب قراءة الشيخ شعيشع لكنهم یحاولون فقط لأن فضيلة الشیخ أبوالعینین لا مثیل له أبداً ومن الصعب تقلیده ولکنهم یستفیدون منه وإذا تساءالت کیف؟ فهو تلمیح فقط إنما تقلید الشیخ أبوالعینین مستحیل لما فیه من قوة وموهبة ولکل صوت بصمة خاصة لایمکن تقلیدها وفي صوت الشیخ أبوالعینین شعیشع بصمة کـ بصمة الإصبع فنحن نلمح بصوته ولانستطیع تقلیده فعلاً.

وکان رحمه الله موهوباً ولدیه قدرات کبیرة في مجال تلاوة القرآن الکریم وقیل أنه صوته کـ البصمة لأن یمکننا التأثر به ولکن لایمکننا تقلیده.

أخبار ذات صلة
captcha