ایکنا

IQNA

فنون التلاوة / 10

"الشيخ محمد عبدالعزيز حصان"؛ دمج القدیم والحدیث في التلاوة

13:34 - November 19, 2022
رمز الخبر: 3488629
طهران ـ إکنا: القارئ المصري الشهیر "الشيخ محمد عبدالعزیز حصان" کان لدیه أسلوب ممیز مختلف عن الآخرین إذ قام بدمج الأسالیب القدیمة والحدیثة وأسّس أسلوباً فریداً في تلاوة القرآن الکریم.

والشيخ محمد عبد العزيز حصّان (22 أغسطس 1928 - 2 مايو 2003) قارئ قرآن مصري ويعدّ أحد أعلام هذا المجال البارزين، من مواليد قرية "الفرستق" بمركز "بسيون" في محافظة "الغربية" المصرية ولقب بأستاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي.

وبدأ الشیخ محمد عبدالعزیز حصان عام 1964 للميلاد مشواره القرآني في الإذاعة المصرية حتی وافته المنیة العام 2003 للميلاد حیث کان في قمة الشهرة لإتقانه تلاوة القرآن الکریم.

قد تأثر الشیخ حصان بالمقرئ الشیخ "محمد سلامة" وهو الذي إستمع إلی أول تلاوة للشیخ حصان في محافظة "الغربیة" حیث شفع له في الإذاعة المصریة وصار سبباً في شهرة الشیخ.

وبدا أسلوب الشیخ حصان فریداً لمزجه بین الأسالیب التقلیدیة والحدیثة مما أدی إلی طریقة سمیت بـ "الحصانیة" وبالتالي فإن الشیخ حصان أتی بأسلوب جدید لم یأته به أحد من قبل.

وقد استخدم القارئ الشيخ حصان نبرة يحبّها عامة الناس والمتخصصون في فن التلاوة حيث قام بأداء تلاوة في سورة هود يحبّها عامة الناس لکنه قد استخدم نغمات(ألحان) خاصة وصعبة في بعض تلاواته. لذلك، إذا كان هناك من يريد أن يقوم بتقليد أسلوب هذا القارئ المصري، فعليه الانتباه إلى هذا التمييز لإسعاد جمهوره باختيار اللحن المناسب.

وللشیخ حصان ما یقارب الـ 150 تلاوة فاخرة شهیرة منها تلاوة السور التالیة: المزمل والمدثر والمطففین والرحمن ونجم والقمر والإسراء والإنسان النمل وق والذاریات والبينة.

مولده ونشأته:

  ولد القارىء الشيخ محمد عبدالعزيز حصّان قارىء المسجد الأحمدي بطنطا، يوم 22 أغسطس عام 1928م في قرية ( الفرستق ) بمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، حفظ الشيخ القرآن الكريم في كتّاب الشيخ عرفه الرشيدي(رحمه الله) وهو ابن السابعة، ساعده على ذلك تفرغه الكامل لحفظ القرآن الكريم بسبب فقد البصر، ولم يتوقف طموح هذا الفتى الموهوب عند هذا الحد من التفوق، فتعلم القراءات السبع وحفظ الشاطبية في مدة لا تزيد على عامين فقط، فأصبح عالماً بأحكام القرآن قبل العاشرة من عمره.

شهرته:

وبعد مشوار طويل مع تلاوة القرآن على مدى خمسة عشر عاماً منذ سن الخامسة عشرة وحتى الثلاثين، قضى الشيخ حصّان خمسة عشر عاماً قارئاً للقرآن في المآتم والسهرات والمناسبات المختلفة ، خصوصا بعد رحيل الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الحصري.

ولأجل انفراده بعدة مميزات أصبحت له مدرسته الخاصّة في فن التلاوة وحسن الأداء وجمال وعذوبة الصوت ، الأمر الذي جعل أحد الدارسين بالجامعة والباحثين في علوم القرآن يحصل على رسالة الدكتوراة عن الشيخ حصّان في الوقف والابتداء تحت عنوان التصوير النغمي للقرآن الكريم (علم التنغيم) عام 1990م، وهو الدكتور العيسوي محمد نجا بجامعة الملك عبدالعزيز آل سعود بالسعودية.

التحاقه بالإذاعة:

وقبل أن يلتحق بالإذاعة تدفقت عليه الدعوات من كل محافظات مصر، وفي إحدى السهرات بمدينة "كفر الزيات" تألق الشيخ حصّان، وكان الأستاذ عبدالرحمن سلامه أحد الحاضرين فانبهر بالمستوى العالي والأداء القوي والصوت المعبر المؤثر الشجي لهذا القارىء الفذ، فأشار عليه بالتقدم للإذاعة ليكون قارئاً بها، فذهب للاختبار أمام لجنة القراء في يناير 1964م.

لكنّ اللجنة أمهلته ستة أشهر وقدّمت له بعض الملاحظات والنصائح، وعندما أعاد الشيخ الاختبار بعد ستة أشهر نجح برتبة (امتياز) ليذيع صيته في كلّ مكان. 

كانت للشيخ  جولات على المستوى الدولي، فسافر إلى كثير من الدول العربية والإسلامية وخاصة دول الخليج الفارسي، وليجد عندهم حسن المعاملة وشدة الإعجاب والتقدير لأهل القرآن.

captcha