ایکنا

IQNA

فنون التلاوة / 4

تلاوة الشیخ المنشاوي مزیج من البساطة والجمال

12:55 - September 21, 2022
رمز الخبر: 3487781
طهران ـ إکنا: إن الأستاذ الشیخ "محمد صدیق المنشاوي" من أشهر القراء المصریین والذي تتمیز تلاوته بالبساطة والجمال.

تلاوة الشیخ المنشاوي مزیج من البساطة والجمالوالشیخ محمد صدیق المنشاوي (20 يناير 1920 - 20 يونيو 1969) کان رحمه الله زاهداً متدیناً كما کان من أسرة قرآنیة وکانت لدیه توجهات صوفیة بمعنی آخر إنه کان یعیش حالة من الزهد والتقوی والابتعاد عن الدنیا والتوجه إلی الله تعالی. 

ویقول الشیخ المنشاوی في مقابلة له إنه حفظ القرآن الکریم کاملاً ثم توجه إلی تعلم فنون التلاوة. 

وبسبب إبتعاد الشیخ القارئ محمد صدیق المنشاوی من الحکومة آنذاك لم تتوفر لدیه الإمکانیات لتسجیل تلاواته في سن المراهقة والشباب أیضاً وإن ما وصلنا الیوم هو من تلاواته في کبره أو تسجیلات قام الناس بتسجیلها. 

ویتمیز الشیخ المنشاوي بصوته الفرید الذي یلفت الأنظار لما فیه من جمال فإن جمال صوته محل إتفاق الجمیع. 

وکان المنشاوی قلیل الإهتمام بالنغم والصوت إنما کان کثیر الإهتمام بالکلمات والمعنی وکیفیة أداءها في غایة البساطة ولکن بصوت رائع وهذا ما کان یرغب فیه الکثیر من الناس وجعله في أعلی منارة الشهرة. 

وللشيخ المنشاوي بصمة خاصة في التلاوة يتميز بصوت خاشع ذي مسحة من الحزن فلُقِّب الشيخ محمد صديق المنشاوي بـ«الصوت الباكي». ابتدأت رحلته مع التلاوة بتجواله مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة، حتى سنحت الفرصة له كي يقرأ منفرداً في ليلة من عام 1952 بمحافظة سوهاج، ومن هنا صار اسمه متردداً في الأنحاء.

وسجل القرآن الكريم كاملًا في ختمة مرتلة، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بـالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي.

وله أيضاً العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا. تلى القرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي كالمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس. زار عدداً من الدول الإسلامية كالعراق واندونيسيا وسوريا والكويت وليبيا وفلسطين والسعودية.

وذاع صيته ولقي قبولًا حسنًا لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لـمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية. حصل الشيخ «محمد» على أوسمة عدة من دول مختلفة، كإندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان. وكان على رأس قراء مصر في حقبة الخمسينات من القرن العشرين مع القراء أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وغيرهم من القراء وما زالوا إلى يومنا هذا على رأس القراء لما كان عندهم من رونق في صوتهم جعلهم يحرزون المراتب الأولى بين القراء، قال عنه إمام الدعاة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي: «أنه ورفاقه الأربعة مقرئون؛ الآخرون يركبون مركبًا ويبحرون في بحر القرآن الكريم، ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث الله -سبحانه وتعالى- الأرض ومن عليها».

وتزوج مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهي تؤدي مناسك الحج قبل وفاته بعام.

وفي عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن الدنيا في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ الموافق 20 يونيو 1969 م.

captcha