وقال تعالى في مطلع سورة البقرة المباركة "ألم ﴿۱﴾ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿۲﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿۳﴾ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿۴﴾ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿۵﴾ ".
وسورة "البقرة" المبارکة هي أطول سور القرآن الكريم وسُمّيت بهذا الاسم لاشتمالها على قصة البقرة التي أمر الله بني إسرائيل بذبحها لاكتشاف قاتل أحدهم، وبعد ذبحها عليهم أن يضربوا الميت بجزء منها، فيحيا بإذن الله ويُخبرهم من قتله.
وتشتمل هذه السورة على مضامين ومواضيع كثيرة بما فيها التوحيد ومعرفة الخالق، والمعاد، كما تتحدَّث عن إعجاز القرآن وأهميته، وفيها بيان أحكام إسلامية مختلفة مثل: الصلاة، والصوم، والجهاد، والحج، والقبلة، والزواج والطلاق، والتجارة والدين، والربا، والإنفاق، والقصاص، وتحريم بعض الأطعمة والأشربة، والقِمار، و...
وحول معنى الآيات التي تبدأ بها السورة المباركة قد يتساءل البعض كيف يكون الكتاب هدى للمتقين وهم مهتدون؟ وفي الإجابة قال العلماء إن الكتاب يهدي من يشاء ويجعله من المتقين وأهل الفضل والتقوى.
ومن الإجابات الأخرى قيل أيضاً إن من يبلغ أصل الإيمان ويكنزه ويشعر بحالة التسليم أمام الحق فسيهديه الكتاب ويجعله من المتقين بعد إيمانه.
وبمعنى آخر فإن من لا يبلغ مقام التقوى لن يحصل على الكتاب من شيء بل سيضله الكتاب وذلك لقوله تعالى " يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا" (البقرة / 26).
مأخوذ من كتاب "365 يوماً في مصاحبة القرآن" بقلم الأكاديمي والباحث الايراني "الأستاذ حسين محيي الدين الهي قمشهاي".
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: