أشار إلى ذلك، الأكاديمي الايراني والعضو في هيئة التدريس بجامعة العلامة الطباطبائي في العاصمة الايرانية طهران ومدرس مادة خارج الفقه في الحوزة العلمية، "سيد محمد حسن مؤمني"، في حديث خاص لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية حول "الموعود في القرآن الكريم والحاجة إلى المنقذ في العصر الحاضر".
وقال: "في الأدب القرآني نواجه منطقاً يُعبّر عنه أهل المنطق تحت عنوان الكبرى القياسية أو المسألة لدى حديثهم عن القرآن الكريم. في منطق القرآن، الذي هو منطق الوحي وكلام الله، ينظر إلى الكون على أنه أساس صحة وسعادة ونجاة، بينما يُشار إلى النقطة المقابلة لها بعنوان النقطة المظلمة، وبعبارات مثل الظلمة، الظلمات، والفساد. دائماً هناك جانبان، جانب النجاة والتذكير والهداية، بينما يمثل الجانب الآخر الفساد والهزيمة".
إقرأ أيضاً
وأضاف: "لفظ التأويل في علوم القرآن هو مصطلح شائع يوجد فيه اختلاف في الرأي حول ما يعنيه التأويل؛ ولكن يمكنني القول بأن منطق القرآن هو منطق إذا واجهه الناس بروح المطالبة بالحق وبواقعية فـ هو طريق السلام، وبناءً على نفس تعريف الخير والشر، فإن القرآن يعبّر عن هذه المسائل ببساطة، حيث لدينا دائماً طريق صحيح مقابل الطريق الخطأ".
وأردف موضحاً: "لقد أظهر التاريخ للبشر أن الطريق الخطأ والباطل كان له الكثير من السالكين، بينما الطريق الصحيح والحق دائماً ما يكون له سالكون أقل".
واستطرد موضحاً: "من الطبيعي أن قلة سالكي طريق الحق لا ينبغي أن تؤدي إلى إحباط الأفراد، بالطبع هناك معاناة وصعوبة وسماع للحديث والطعن، ولكن هناك نقطة مهمة وهي أن هؤلاء الأشخاص، بالإضافة إلى كونهم أهل صبر وتحمل وفي نفس الوقت يريدون الخير، من الصعب جداً عليهم أن يسمعوا الطعن ولا يسعوا للانتقام أو يجرحوا مشاعر الآخرين، وفي نفس الوقت يرغبون في الخير لهم".
وقال سيدمحمد حسن مؤمني: "إذا أردنا مناقشة المفاهيم والمصطلحات، فإن المنقذ يعني المنجي، ومن الطبيعي أن تكون النجاة دائماً أمراً غير مرغوب فيه، أي بمعنى واضح وصريح، النجاة من هلاك، انحطاط وفساد، والمنقذ ينقذ الناس من الفساد، الظلام والهلاك، والمعيار الأهم للنجاة والهلاك في القرآن هو التوحيد".
وأضاف: "صحيح أنه عندما تُطرح قضية النجاة بالنسبة لنا كـ بشر حسب احتياجاتنا البشرية، مثل الرفاه الاجتماعي، والراحة، والصحة، فإن كل ذلك يُعتبر في بُعد مادي، قضية المنقذ تعني عاملاً يحقق الحق بمعنى السيادة الإلهية والتوحيد على سائر العالم".