ایکنا

IQNA

أكاديمي عراقي في حديث لـ"إکنا":

مبدأ ردّ الاعتداء والدفاع عن النفس واجب شرعي وحق مشروع

9:28 - June 24, 2025
رمز الخبر: 3500671
بغداد ـ إکنا: أكد الأكاديمي العراقي وأستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة بغداد "الدكتور عادل عبد الستار عبد الحسن الجنابي" أن مبدأ ردّ الاعتداء والدفاع عن النفس واجب شرعي وحق مشروع لذا كان هجوم الكيان الصهيوني المسلح على أيران عدواناً سافراً وكان التصدي لهذا العدوان الصهيوني حقٌّ مشروعٌ لإيران وفق جميع الشرائع والقوانين الدولية.

مبدأ ردّ الاعتداء والدفاع عن النفس واجب شرعي وحق مشروع

وأعلن عن ذلك، الأكاديمي العراقي وأستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة بغداد "الدكتور عادل عبد الستار عبد الحسن الجنابي" في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا).
 
وفيما يلي نصّ الحوار: 

كيف تقيمون الردّ الايراني على العدوان الصهيوني الغاشم استناداً إلى التعاليم القرآنية والاسلامية؟

منذ نجاح الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979 التي أنهت النفوذ الأمريكي الغربي في ايران أخذت الجمهورية الإسلامية على عاتقها مسؤولية مواجهة الاستكبار العالمي ونصرة المظلومين في العالم وأعدت العدة لمواجهة أي عدوان استكباري انطلاقاَ من عقيدتها الإسلامية وايمانها الراسخ بالوعد الإلهي بالنصر في قوله تعالى: ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)) وثقتها بأن هذا الإيمان يوجب قوة القلب والثقة بالله تعالى وعدم المبالاة بأعدائه ومستفيدة من التقدم العلمي الذي يعزز من قدرة المواجهة وبالطرق والأدوات المشروعة وبما لا يتنافى مع القيم الانسانية ووفق القاعدة القرآنية ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)) الأمر الذي جعل منها العدو الأكبر والأكثر خطراَ على أمريكا والصهاينة ومصالحهم في المنطقة وعلى الرغم من الإمكانات والتقنية العسكرية الكبيرة التي يمتلكها الكيان الصهيوني نتيجة الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود الذي مكنه من أن يشن عدواناً همجياً وهجوماً وحشياً على المدن الإيرانية استطاعت القوات المسلحة الإيرانية الرد والتصدي بقوة لهذا العدوان وتوجيه ضربات قاصمة ومدمرة لأهداف حيوية في العمق الصهيوني.

إقرأ أيضاً:


فمن أوضح الأسس الشرعية التي تهدف لتحقيق العدالة ومنع الفوضى وحفظ الحقوق الرد بالمثل قال الله تعالى: ((فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ)) ومصير من يعتدي على الإسلام والمسلمين بالقوة العسكرية الجهاد المشروع ضد المعتدين فإن دفع العدوان واجب شرعي على الأمة وجهاد الدفع هو فرض عين عند الاعتداء قال الله تعالى: ((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)).

كما تعلمون أن التصدي للعدوان الصهيوني حقٌّ مشروعٌ لإيران، وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واستناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس، ما هو تحلیلکم؟
 
إن التصدي للعدوان يُعد حقًا مشروعًا وفقًا لكل من: الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، فالإسلام يقرّ بحق الدفاع عن النفس والرد على العدوان العسكري ويعطي لولي الأمر الشرعي أو الدولة إمكانية استخدام هذا الحق، وكذلك القانون الدولي وفق المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على أنه: "ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو يمنع الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن نفسها إذا وقع هجوم مسلح عليها". أي أن الدفاع عن النفس ضد أي هجوم عسكري هو حق شرعي ومعترف به دوليًا. وعلى هذا الأساس يحق لأي دولة أو شعب يتعرض لهجوم مسلح أن يرد بالقوة في إطار الشرعية الدولية. ولا يوجد تقاطع بين الإسلام والقانون الدولي في هذا الشأن، فكلا النظامين (الإسلامي والدولي) يؤكدان على أن مبدأ رد الاعتداء والدفاع عن النفس واجب شرعي وحق مشروع لذا كان هجوم الكيان الصهيوني المسلح على أيران عدواناً سافراً وكان التصدي لهذا العدوان الصهيوني حقٌّ مشروعٌ لإيران وفق جميع الشرائع والقوانين الدولية. 

فالأساس القانوني والإنساني في الميثاق العالمي ومواثيق الأمم المتحدة تؤكد أن "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها من المبادئ الأساسية للقانون الدولي." وعليه، فإن أي اعتداء عسكري على دولة مستقلة هو جريمة وعدوان، ويستوجب التحرك من الدول والمجتمع الدولي.

ما هو واجب أحرار العالم والدول الإسلامية في مواجهة الجرائم الهمجية للكيان الصهيوني المحتل في الهجوم على إيران؟

ان من واجب أحرار العالم وخصوصاً في الدول الإسلامية مواجهة الجرائم الهمجية للكيان الصهيوني المحتل في الهجوم على إيران وذلك بالتحرك السلمي والضغط الشعبي من خلال تنظيم مظاهرات واحتجاجات سلمية، ودعم الحملات الإعلامية لكشف العدوان، وفضح الاحتلال والعدوان في المحافل الإعلامية والدولية، وتقديم النصرة المعنوية بمطالبة الحكومات بقطع العلاقات مع الكيان المعتدي الغاصب والضغط على البرلمانات والحكومات لاتخاذ مواقف صارمة من هذا العدوان، وتقديم كل اشكال الدعم القانوني والحقوقي بفضح الجرائم الهمجية للكيان الصهيوني المعتدي في المنصات الحقوقية لتقديم الدعم السياسي والديبلوماسي للجمهورية الإسلامية وهي الدولة المعتدى عليها في المحافل الدولية، والتصويت في المنظمات ضد الكيان الصهيوني المعتدي، والعمل لتجميد عضويته أو فرض عقوبات عليه.

كما تعلمون أن الكيان الصهيوني تجاوز خطاً أحمر جديداً في القانون الدولي، وشن هجوماً على المنشآت النووية، ما هي مهمة المؤسسات الدولية ذات الصلة في هذا الصدد؟

ان المنشآت والمواقع النووية سواء كانت سلمية أم عسكرية هي مواقع حساسة وبالغة الخطورة وحمايتها أمر في غاية الأهمية، لأنه يتعلق بأمن البشرية جمعاء وليس فقط بدولة معينة، المنشآت النووية محمية بموجب اتفاقية الحماية المادية للمواد النووية ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والقانون الدولي الإنساني الذي يُحرّم استهداف المنشآت التي قد تسبب كوارث شاملة للمدنيين.

وهذه المسؤولية خطيرة جدًا وتقع بشكل مباشر وخطير على عاتق المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي، ومسؤولية هذه المؤسسات الدولية هي الحفاظ على المنشآت النووية وضمان سلامتها، والتحقيق في أي هجوم نووي أو خرق أمني لأن استهداف منشأة نووية ليس مجرد هجوم عسكري، بل قد يؤدي إلى كارثة بيئية على مستوى دولي ويعرّض حياة ملايين المدنيين للخطر ويُعتبر من جرائم الحرب الكبرى.

وبعد أن شنّ الكيان الصهيوني هجوماً على منشآت نووية ايرانية، فإن على مجلس الأمن الدولي باعتباره الجهة المخوّلة بحفظ الأمن والسلم الدوليين أن يعقد اجتماعاً طارئاً فورًا وأن يصدر إدانة رسمية وقراراً ملزماً بوقف العدوان وفرض عقوبات على الطرف المعتدي، والمطلوب من المؤسسات الدولية بعد هذا الهجوم الخطير التحرك السريع والحيادي عدم التهاون أو التسييس في تقييم الموقف ومحاسبة الكيان المعتدي دون مراعاة مصالح سياسية.

ما مدى فعالية إدانة الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام الصهيوني من قبل المؤسسات الإسلامية، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية؟

الإدانة هي تصريح رسمي من دولة أو مجموعة دول يصف عملًا معينًا (جريمة أو عدوان) وتُعد شكلًا من أشكال الضغط السياسي والدبلوماسي، وأن إدانة الجرائم والاعتداءات من قبل الدول الصديقة يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي، لذا يجب على جميع حكومات الدول العربية والإسلامية والمؤسسات والمنظمات المحلية والدولية الإدانة الرسمية على الاعتداء الصهيوني بأنه: غير قانوني، وغير أخلاقي، ومخالف للقانون الدولي، وإصدار بيانات إدانة واضحة للعدوان واستخدام المنابر الدولية (الأمم المتحدة، مجلس الأمن، الجامعة العربية، منظمة التعاون الإسلامي) لكشف حقيقة الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في أماكن مختلفة من إيران. 

وهذه الإدانة وان كان تأثيرها رمزيًا أو معنويًا أكثر من التأثير العملي لكن الإدانة الجماعية من الدول العربية والاسلامية، كونها من دول في نفس الإقليم الجغرافي، وبعضها يملك علاقات استراتيجية مع الكيان الصهيوني المعتدي، فإنها تحرّك الرأي العام وتضغط على المعتدي دبلوماسيًا. أما اذا كانت الإدانة مرتبطة بخطوات عملية كقطع العلاقات الدبلوماسية، وتجميد التعاون الاقتصادي أو عسكري، فان هذا النوع من الإدانة يمكن أن يكون له تأثير فعلي وجاد لأنه يحرج العدو دوليًا ويرفع الكلفة السياسية لأفعاله.
أخبار ذات صلة
captcha