وفي خطوة تعكس عمق التواصل الإقليمي بين المؤسسات الدينية والثقافية الألبانية في غرب البلقان، قام فضيلة الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، رئيس المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا ومفتي البلاد، بزيارة رسمية إلى مدينة أولتشين الألبانية الساحلية جنوب غرب جمهورية الجبل الأسود، حيث التقى بقيادات المجلس الوطني للألبان.
وخلال اللقاء، استعرض رئيس المجلس السيد فائق نيكا الجهود التي يبذلها المجلس في حماية اللغة الألبانية وصون الثقافة وتعزيز الهوية الوطنية للألبان في الجبل الأسود، لافتًا إلى تحديات متصاعدة تواجه الهوية القومية والثقافية بفعل التغيرات الديمغرافية وضغوط الاندماج الثقافي.
إقرأ أيضاً:
وأبدى نيكا قلقًا بالغًا من وتيرة الهجرة المتزايدة بين أبناء الجالية الألبانية نحو الغرب، واصفًا ما يحدث بأنه: أشبه بـعملية صامتة لذوبان ثقافي قسري، داعيًا إلى دور أكبر للمؤسسات الدينية الألبانية في البلقان في تعزيز الانتماء والوعي الثقافي والديني لدى الشباب الألباني في الجبل الأسود.
تكامل وتوسيع
من جهته، أكد المفتي ترنافا على أهمية التكامل بين العملين الديني والثقافي، مشددًا على ضرورة توسيع التعاون بين المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا والمشيخة الإسلامية الألبانية في منطقة أولتشين لإطلاق مبادرات مشتركة تصون الهوية الألبانية وتدعم الحضور الإسلامي المعتدل في الجبل الأسود.
وأعرب فضيلته عن تقديره للدور الذي يقوم به المجلس الوطني للألبان، واعتباره نموذجًا يُحتذى في صيانة الهوية في بيئة متعددة القوميات والانتماءات، مشيرًا إلى استعداد المشيخة الإسلامية في كوسوفا لتقديم خبراتها في مجالات التعليم والدعوة وخدمة اللغة الألبانية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار زيارة موسعة يجريها المفتي ترنافا إلى الجبل الأسود، تعكس إدراكًا مشتركًا لأهمية التنسيق بين الهيئات الدينية والثقافية في مواجهة خطر التلاشي التدريجي للهوية الألبانية، في ظل التحولات السياسية والاجتماعية المتسارعة في المنطقة.
المصدر: مسلمون حول العالم