وأشار إلى ذلك، "زُهري يحيى"، نائب الشؤون الاستراتيجية والمالية في المجلس الاستشاري للمنظمات الإسلامية الماليزية (MAPIM)، في حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية، على هامش المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية الذي أقيم مؤخراً بالعاصمة الايرانية طهران.
وقال بشأن كيفية الاستفادة من أوجه التشابه والقواسم المشتركة بين الشعوب المسلمة لتعزيز الأمة: "نحن كـ أمة إسلامية يجب أن نعمل معاً، المشكلة أننا ركزنا على الاختلافات، وهذا قد أدّى إلى حدوث فجوة كبيرة بيننا".
وأضاف: "هذه هي المشكلة الرئيسية، والآن يجب أن نركّز على أوجه التشابه، وأهمّها الشهادتان "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله"، هذا هو أهم قاسم مشترك وأساس الوحدة".
إقرأ أيضاً:
وأردف قائلاً: "اجتماع علماء المذاهب الاسلامیة يمكن أن يعزّز الثقة والتفاهم بينهم، وبما أن العلماء هم قادة المجتمعات، فإن مثل هذه اللقاءات يمكن أن تساعد كثيراً في تقريب الشعوب المسلمة من بعضها البعض".
وحول دور إيران في مواجهة الكيان الصهيوني، قال: "كانت مقاومة إيران في الحرب التي استمرت 12 يوماً مذهلة وملهمة للغاية، حتى الصهاينة أنفسهم صُدموا من قوة إيران".
واستطرد قائلاً: "قد تأثر شعب ماليزيا أيضاً بقوة إيران، فهم يعتقدون أن إيران وحدها هي القادرة على هزيمة هذا الكيان، لم تكن تصرفات إيران هجوماً، بل كانت دفاعاً مشروعاً عن النفس، لقد شاهدنا أن إسرائيل كيان مجنون لا يلتزم بأي قاعدة أو قانون، وفي الوقت نفسه يحاول أن يُظهر نفسه كـ ضحية".
وفيما يتعلق بردّ فعل الشعب الماليزي والمجلس الاستشاري للمنظمات الإسلامية الماليزية (MAPIM) على أزمة غزة، قال: "لقد قمنا بالكثير لمساعدة إخواننا وأخواتنا في فلسطين على مدى العقدين الماضيين، وخاصة خلال عامي حرب غزة. لقد أنشأنا مدارس مؤقتة في غزة. أرسلنا ملابس شتوية للناس وأرسلنا الكثير من المساعدات الغذائية إلى المنطقة. حالياً، هناك 45 ماليزياً يشاركون في الأسطول الدولي لكسر حصار غزة الذي انطلق نحو المنطقة."
وأضاف: "يتظاهر الشعب الماليزي كل أسبوع أمام مكتب الأمم المتحدة في كوالالمبور دعماً للقضية الفلسطينية. سنواصل التظاهر وزيادة الوعي العام. الأمة الإسلامية عليها واجب الدفاع عن المسجد الأقصى."
وردّاً على سؤال حول الإجراءات العملية لتعزيز هذه الوحدة ولماذا لا تقوم المنظمات الإسلامية مثل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية بدورها بشكل صحيح، قال زهري: "أعتقد أن الكثير من الأمور لا تتم بشكل صحيح حالياً بسبب المصالح الشخصية. هنا تكمن المصلحة الشخصية. إذا ركزنا على الأمة وليس على مصالحنا الشخصية، يمكننا حل المشاكل. في الواقع، مصالح الأمة تخدم مصالح الأفراد أيضاً. أي أن قوة الأمة تعود بالنفع على الأفراد. لأنه كلما قويت الأمة، قوينا نحن كدول إسلامية."
وعن كيفية استخدام تعاليم النبي(ص) والقرآن الكريم لتعزيز الأخلاق في مجتمعاتنا في العصر الحالي الذي يشهد تقدّم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ووسائل الإعلام الغربية، قال زهري: "نمط الحياة والثقافة الغربية يتغلغلان في العديد من الدول الإسلامية. إنهم يريدون التأثير على أفكار المسلمين. لا أقول إن كل الثقافة الغربية سلبية، ولكن هناك أجزاء منها سلبية يمكننا مواجهتها."
وتابع: "أعتقد أن التأثيرات السلبية لا تأتي فقط من الغرب. بل توجد أيضاً أمور سلبية داخلنا. وهذا يجعلنا بحاجة أكبر إلى القرآن الکریم. أحياناً نشهد إجراءات متعمدة من الغرب لفصلنا عن القرآن. لقد كانت أجندة الأنجلوساكسون دائماً هي إزالة القرآن من الأمة لأن هذا الكتاب يمنحنا القوة في الحياة. ولكن أحياناً تكون المشاكل داخلية. يجب أن نقترب أكثر من القرآن. أعتقد أن دور العلماء هو أن يكونوا قادرين على التحدث مع الشباب. في سنة النبي(ص)، كان يتحدث بلغة الكبار إذا تحدث معهم، وإذا تحدث مع الأطفال، كان يتحدث بلغتهم وبمستوى فهمهم."