
وبحسب الوثائق التاريخية المتوفرة حول تاريخ ومسيرة
مسجد "حاجي بياده" أو "القباب التسع" التاريخي، فإن هذا المسجد يُعدّ من الأبنية المتبقية من "الزرادشتيين" و"
البوذيين".
وقد بُني هذا المسجد في القرن التاسع الميلادي في زمن "السامانيين"، وقبل هجوم المسلمين على بلخ، كان مسجد "القباب التسع" الحالي في الواقع معبد النار للزرادشتيين.
كما أن البوذيين كانوا يستخدمون هذا البناء كـ معبد أو مكان للعبادة، وكان إسم هذا المعبد أيضاً "نوبهار" وكان يُعتبر مكاناً مقدساً جداً للبوذيين والزرادشتيين.
بعد دخول الإسلام إلى بلخ، تحوّل هذا المعبد إلى مسجد ومكان عبادة للمسلمين، وقد أُطلق عليه اسم "القباب التسع" بسبب وجود تسع قباب كبيرة فيه.
إقرأ أيضاً:
الهندسة المعمارية الخارجية لمسجد القباب التسع
ويتمتع هذا المسجد بواحدة من أجمل وأروع التصاميم المعمارية بين الآثار القديمة في أفغانستان بحيث يمكن للمرء الوقوف أمامه والتأمل في التاريخ والألوان والتقاليد لسنوات.
على الرغم من أن جزءاً كبيراً من هذا المعمار المدهش قد اندثر اليوم، إلا أن روح الفن والمهارة والقدرة لا تزال واضحة في بقايا هذا الأثر.

وكانت قباب هذا المسجد التسعة مبنية على ستة أعمدة كبيرة. حاليًا، لم يبقَ أي أثر للقباب، ولكن أربعة من تلك الأعمدة الستة لا تزال قائمة.
وكان يوجد حوالي 300 غرفة صغيرة حول هذا المعبد القديم. كانت هذه الغرف تستخدم لتدريس وتعليم الديانة البوذية. كما كانت تستخدم كمكان إقامة مؤقت للمسافرين على ذلك الطريق. بالإضافة إلى ذلك، كانت الطقوس الدينية تقام أيضًا في هذه الغرف والخلايا.