
وأشار إلى ذلك، الباحث الايراني في الدراسات القرآنية، حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ مهدي مافي نجاد"، ، في حديث لـوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية، حول تأثير القرآن الكريم في منح السكينة للناس.
وأوضح قائلاً: "إن القرآن الكريم هو الكتاب الأكثر ديمومة وشفاء للأمراض والاضطرابات الروحية، وتذكير الإنسان بمفاهيم مثل الموت، والصبر، والأمل، والتوكل في الآيات يؤدي إلى تحرير الإنسان من هموم الدنيا وإيجاد السكينة الداخلية، كما أنه مصدر للشفاء والرحمة للمؤمنين."
وأضاف الأستاذ بالحوزة العلمية والجامعة: "القرآن الكريم يولي اهتماماً كبيراً في آياته للمفاهيم التي تمنح السكينة، وأحد هذه المفاهيم هو ذكر الموت؛ فذكر الموت يحرّر الإنسان من هموم الدنيا، وهذا الأمر يؤدي إلى إيجاد السكينة للإنسان".
إقرأ أيضاً:
وأردف مافي نجاد قائلاً: "إن القرآن علاج للأمراض الروحية، وأحد تنبيهات القرآن هو ذكر الموت، وهذا التذكير يؤدي إلى علاج الآلام الروحية والنفسية، لأن من يؤمن بذكر الموت لا ينشغل بكثير من الأمور الدنيوية التي تؤدي إلى ظهور الأمراض الروحية".
واستطرد قائلاً: "إحياناً لعلاج بعض الاضطرابات الروحية يجب أن يتحمل الإنسان الألم؛ فمن يراجع المستشفى يتحمل الألم، لكن هذا الألم للعلاج ومفيد؛ لذلك إذا كان سماع الآيات المتعلقة بالموت في القرآن يزعج الشخص، فهذا ليس سيئاً بحد ذاته، لأنه في النهاية يؤدي إلى التنبيه واليقظة."
وأكد أن القرآن مصدر شفاء وسكينة، موضحاً: "عندما يولد طفل، لا يفهم شيئاً، ولكن عندما تحتضنه أمه، يشعر بالسكينة، لأنه يشعر بحب الأم. يقول الإمام الحسين (ع) عن القرآن إن للقرآن أربع درجات، والدرجة الأولى منها تتعلق بالعامة. الاستماع البسيط للقرآن يخلق شعوراً بالسكينة للعامة. وقد قال النبي (ص) أيضاً إن القرآن يزيل صدأ القلب؛ أي حتى لو لم يكن لدى شخص اعتقاد بالقرآن، فعندما يتعرض لصوته، يتغير".
وفي الختام، أشار الشيخ مافي نجاد الى الآيات القرآنية التي تمنح الانسان السكينة، مبيناً أن "هناك العديد من الآيات التي تحمل مفاهيم مثل الصبر والأمل. على سبيل المثال، آية "وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" تبيّن أن الله مع الصابرين، والآيات التي تأتي مع "مع" تظهر معية الله ومرافقته وتمنح الإنسان السكينة. وكذلك الآيات المتعلقة بالتوكل على الله، والرزق، وآية "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُ" هي أيضاً تبعث على الأمل. في هذه الآية، يوضح الله بوضوح أنه إذا سلك شخص طريقه، فسيوفر له رزقه من حيث لا يحتسب".