الحياة الاجتماعية اليوم غير ممكنة دون الالتزام بالقواعد والأنظمة المعمول بها، بينما قد تسببت العلاقات الاجتماعية في العديد من المشاكل للناس.
ومن أهم القضايا في المجتمع هي قضية الجوار، والتي لها قوانين معينة في هذا المجال، على الرغم من أن التفاعل مع الجيران يختلف باختلاف الثقافات، إلا أنه من المهم للغاية الانتباه إلى القواعد والمبادئ التي تحكم هذا المجال.
والجار من المنظور الدیني له مکانة وشأن رفیع وله حقوق یجب الإمتثال لها قد أشارت لها آیات من القرآن وروایات عدیدة، وقد تم تقديم العديد من التوصيات في هذا الصدد.
فيما يتعلق بالجيران، تم تحديد الحقوق والواجبات التی لها مكافآت دنيوية بالاضافة الى الآثار الدنيوية الإيجابية.
وقال الله سبحانه وتعالی "وَ الْجارِ ذِی الْقُرْبى وَ الْجارِ الْجُنُب" (النساء / 36) وذلك في إطار توصیة القرآن بإحترام الجار القریب والبعید.
وعن رسول الله (ص) قوله "حُرْمَةُ الْجارِ عَلَى الْإنسانِ کَحُرْمَةِ أُمِّه" (بحار الأنوار، ج76، ص154).
إن الله تعالى عظَّم من حق الجار حتى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "..إن استعانك أعنته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن مرض عدته، وإن مات شهدت جنازته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته".
وجاء في بعض الآثار في بيان حقوق الجار: (إذا اشتريت فاكهةً فاهد له، وإلا فأدخلها سراً، ولا تترك أولادك يخرجون بها يغيضون أولاده).
وقیل في حدود الجوار وعلی من طلق لفظ الجار عن الإمام الصادق (ع) " اَرْبَعین داراً مِن کُلِّ جانب".