وأشار إلی ذلك، الباحث الإسلامي الايراني والعضو في مجلس خبراء القيادة في إیران، "آیة الله الشيخ أحمد مبلغي" في حدیث لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية لدی حدیثه عن الرؤیة القرآنیة تجاه ثقافة الحوار.
وقال إن للحوار آداب من منظور القرآن الکریم والتعاليم الاسلامية ما لم یتم الإلتزام بها سیؤدي الحدیث إلی خلاف وعراك أحیاناً.
وأضاف آية الله الشيخ أحمد مبلغي أنه من آداب الحدیث في تعاليم الإسلام هو التحدث بمرونة ولطف وهذه الصفة تشیر لها آيات من سورة "طه المبارکة".
وأشار الى أن الله سبحانه وتعالى يعلّم النبي موسى(ع) آداب الحديث مع الكافرين في الآيتين 43 و 44 من سورة "طه" المباركة، كما جاء في الآيتين: "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴿۴۳﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴿۴۴﴾".
وأوضح الباحث الايراني في الدراسات الاسلامية أن الأمر الآخر الذي قد أکد أهمیته الإسلام هو أن لا یستظهر المتحدث بصفاته إن کانت ترفعه من حیث الموقع والعمر وأمور أخری.
وأردف الشيخ مبلغي قائلاً: إن الصفة الأخری من آداب الحوار في الإسلام والتعاليم القرآنية هي إحترام رأي الآخر لأن لا ینبغي الجزم في رأي أو قول وإن کان حقاً وهذا ما لایرضیه الإسلام.
وأشار الشيخ مبلغي الى أن الحوار في مجتمع اليوم یعدّ أحد الاحتياجات الأساسية للإنسان، ولحسن الحظ، تم قبول هذه الأداة من قبل مختلف الناس وخاصة الشباب. فلذلك، من الممكن توسيع الحوار الأخلاقي بين مختلف الفئات من خلال التعريف بالآيات القرآنية التي قد تطرقت الى هذا الموضوع.
وأضاف أن الحوار من الأدوات القوية لتوصيل المعنى، ومن خلال قراءة آيات القرآن والتفكير فيها، نرى أن أول محاولة للأنبياء لدعوة الناس إلى الأديان السماوية هي التحدث، بحیث یمکن أن نشاهد مختلف أساليب الحوار في القرآن والقصص القرآنية، والتي لا تقتصر على أفراد أو مجموعات محددة.
وأوضح أنه لقد اعتبر القرآن الكريم إقامة العدل مبدأً أساسياً في جميع الحوارات وأكد على الآثار الاجتماعية للحوار، وفي هذا الاطار، قد نهى القرآن الكريم جميع الناس من التنمر والاستعلاء على الآخرين.