ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

شَرُّ الْبِلادِ بَلَدٌ لا أَمْنَ فيهِ وَلا خِصْبَ

17:04 - December 27, 2023
رمز الخبر: 3493966
بيروت ـ إکنا: لا خير في بلد ليس فيه إلا البؤس والفقر والحاجة، والذُّلُّ والهَوان، والقَلَقُ والتوتر، هذا البلد لعنة على المرء، وليس على المرء أن يتحمَّل كل ذلك ويبقى، بل عليه أن يبحث عن بلد آخر يُكرمه ويحترمه ويوفر له الحياة الإنسانية الكريمة.
شَرُّ الْبِلادِ بَلَدٌ لا أَمْنَ فيهِ وَلا خِصْبَورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "شَرُّ الْبِلادِ بَلَدٌ لا أَمْنَ فيهِ وَلا خِصْبَ".
 
البلاد جمع بَلَدٍ وهو المكانُ الذي يسكنه الإنسان، وقد يعبَّرُ عنه أحيانا بالوَطَن الذي يستوطنه ويقيم فيه، ومما لا شكَّ فيه أن البلاد ليست سواء، بل تمتاز عن بعضها البعض بميزات بعضها يرجع إلى المكان نفسه، وبعضها يرجع إلى ساكنيه والنظام السياسي والاجتماعي الحاكم فيه. 

فالفرق كبير بين أرض قاحلة جرداء لا ماء فيها ولا نبات، أو مالحة لا تصلح للزرع، أو جبلية ذات مناخ شديد البرودة، أو صحراوية ذات مناخ شديد الحرارة، وبين أرض صالحة للعيش، فيها الماء والنبات والخضرة الدائمة، يقصدها الناس من كل حَدَبٍ وصَوب، الأولى يصعُب العَيش فيها، ويشُقُّ على أهلها، والثانية يسهُل العَيش فيها ويهنأ أهلها، إذ يسهل عليهم أن يجدوا حاجاتهم من طعام وماء وسوى ذلك من الحاجات الضرورية للنوع الإنساني.
 
والفرق كبير أيضاً بين بلاد يحكمها نظام اجتماعي معَقَّد، وسياسي ظالم، يحدُّ من حرية الإنسان، ويضغط عليه في مختلف شؤونه، ويمنعه من التعبير عن رأيه، أو إظهار عقيدته، وممارسة شعائره، وينتشر فيها القتل والترويع، وتكثر فيها المافيات التي تنهب وتسرق وتعتدي على الأبرياء، وبين بلاد يسود فيها الأمن والأمان والإيمان، يأمَن فيها المَرء على نفسه وعِرضه وماله ودينه، ويمارس شعائره بحرية، ويعلن عقيدته دون أن يمسه أحدٌ بأذى. 
 
البلد الأول شر البلاد بلا نقاش، هو سجن، سجن ولو اتسع، سجن يقيِّد المقيم فيه، يحبس أنفاسه ويحبس حاضره ومستقبله، سجن يقتل طموحاته وآماله وأمانيه، البلد الذي لا يجد المرء فيه لقمة تُشبِعُه أو شربة ماء تسدُّ ظمأه، أو دواء يُخَفِّفُ آلامه، فهو شَرُّ البلاد، والبلد الذي  يفتقر فيه المرء إلى أبسط مقومات الحياة العزيزة الكريمة هو شَرُّ البلاد، والبلد الذي يُذِلُّ الإنسان ليحصل على قوت يومه، أو دوائه فهو شَرُّ البلاد، والبلد الذي يُستَزلَم فيه المرء لهذا أو ذاك من الزعماء فهو شَرُّ البلاد، والبلد الذي لا يحصل المرء فيه على ضروريات حياته إلا بالتملُّق والتزلَّف والواسطة والرَّشوة ومخالفة القوانين فهو شَرُّ البلاد.
 
لا خير في بلد ليس فيه إلا البؤس والفقر والحاجة، والذُّلُّ والهَوان، والقَلَقُ والتوتر، هذا البلد لعنة على المرء، وليس على المرء أن يتحمَّل كل ذلك ويبقى، بل عليه أن يبحث عن بلد آخر يُكرمه ويحترمه ويوفر له الحياة الإنسانية الكريمة. قال الامام علي(ع): "لَيْسَ بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ، خَيْرُ الْبِلَادِ مَا حَمَلَكَ".
 
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha