ایکنا

IQNA

جواهر علوية..

كيفية التفاعل مع المريض والفقير من منظور الامام علي(ع)

0:18 - January 06, 2024
رمز الخبر: 3494064
بيروت ـ إکنا: إن المريض أياً يكن مرضه أحوج ما يكون إلى الاهتمام والرعاية والاحتضان، ذلك يُخَفِّف من آلامه وأوجاعه. المَريض حال مرضه يكون مرهف المشاعر شديد الحساسية تجاه أي موقف او تعامل معه، إنه لَيتأثر بالكلمة إذ تقال له.

ورُوِيَ عن الإمام علِيٍ (ع) أنه قال: "شَيْئانِ لَا يُؤْنَفُ مِنْهُما: الْمَرَضُ وَذُو الْقَرابَةِ الْمُفْتَقِرُ".
 
جوهرة كريمة تعالج سلوكاً اجتماعياً سيّئاً يُبتَلى به بعض الناس، إنه الكراهة او (القرف) الذين يُظهرهما الشخص في تعامله مع شخص مُبتَلى بمرض أو عاهة، او شخص مُبتَلى بالفقر والحاجة. تراه ينفر منهما، ويأنف من التعامل معهما، وقد يذهب بعيداً في كراهته فيجتنبهما ما داما على تلك الحال.

ومِمّا لا شَكّ فيه أن لهذا اللون من التعامل مع هذين الصنفين تداعيات سلبية على الشخص المبتلى من جهة وعلى علاقته بمن يتعامل معه بذلك من جهة أخرى.
 
المريض أياً يكن مرضه أحوج ما يكون إلى الاهتمام والرعاية والاحتضان، ذلك يُخَفِّف من آلامه وأوجاعه. المَريض حال مرضه يكون مرهف المشاعر شديد الحساسية تجاه أي موقف او تعامل معه، إنه لَيتأثر بالكلمة إذ تقال له.

كلمة واحدة قد تُطَيِّبُ خاطره، وقد تنسيه آلامه، وقد تُصَبِّرَه على ما ابْتُلِي به، وقد تفتح له نافذة أمل على التعافي من علته. وكلمة قاسية او نظرة عابسة، أو تأفُّف، او نفور، أو تبرم، أو استعظام خدمة، كل ذلك يزيده أَلَماً على آلامه، بل تكون آلامه النفسية الناتجة من ذلك أشد من ألم البدن.
 
لذلك جاء التأكيد على استحباب عيادة المريض ففي بعض الأخبار: إن عيادته عيادة الله تعالى، فإنه حاضر عند المريض المؤمن، والسؤال عنه والدعاء له، وقد ذكرت النصوص جملة من آداب التعامل مع المريض، فنجدها تحث على الصبر على حوائج المريض وطبعه وانفعالاته وآلامه، والتقرب إلى الله تعالى بخدمته، واجتناب ما يؤذيه أو يحزنه من كلام أو افعال، وحسن التواصل البصري واللفظي معه، والتبسم في وجهه، ودعمه نفسياً، والتوسعة له في الأمل، وتسليته، والاهتمام به، وخدمته، وجاء في الروايات كراهة إطالة الجلوس عند المريض، إلا إذا طلب هو ذلك.

وجاء استحباب أن يضع الزائر يده على ذراع المريض عند الدعاء له أو مطلقا. وأن يدعو له بالشفاء، والأولى أن يقول: "اللّهُمَّ اشْفِهِ بِشِفَائِكَ، وَدَاوِهِ بِدَوائِكَ، وعَافِهِ مِنْ بِلائِكَ" وأن يستصحب هدية له من فاكهة أو نحوها مما يفرحه ويريحه، وأن يقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين أو أربعين مرة أو سبع مرات أو مرة واحدة، فقد روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "لَوْ قُرِئَتْ الحَمْدُ عَلَى مَيْتٍ سَبْعِيْنَ مَرّةً ثُمَّ رُدًّتْ فِيْهِ الرُّوحُ مَا كَانَ ذَلِكَ عَجَباً" وأن لا يأكل عنده ما يضرّه ويشتهيه، وأن لا يفعل عنده ما يُغيظه أو يُضَيِّقُ خُلقه.

هذا بالنسبة إلى المريض لا ينبغي أن يُؤنَفَ منه، وكذلك القريب الفقير الذي أول ما يلجأ لسد حاجاته إلى أرحامه وأقربائه ثقة منه بهم، وبأنهم لا يُسلِموه الى الفَقر والحاجة، ولا يُذِلُوه ولا يحتقروه إن أعطوه. 
 
فليس لأحد جاءه قريبه في حاجة وهو قادر عليها ليس له أن يدير ظهره له ولا يقضي له حاجته.

إن الدهر دولاب، والأيام يداولها الله بين الناس، فالمعافى اليوم سيمرض يوما ما، والغني اليوم قد يفتقر في المستقبل، فإن يأنف من المرض والقريب الفقير فماذا ينتظر من الآخرين حين يمرض ويفتقر؟

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية  السيد بلال وهبي
captcha