
وقال الأمين العام
للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الإسلام والمسلمين الشیخ الدكتور حميد شهرياري، صباح أمس السبت 6 سبتمبر 2025 للميلاد، في المؤتمر الصحفي للمؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية: "يتزامن هذا العام مع الذكرى السنوية الألف وخمسمائة لميلاد
الرسول الأعظم(ص)، وقد بدأت فعاليات المؤتمر الدولي التاسع والثلاثون للوحدة الإسلامية تحت عنوان "نبي الرحمة والأمة الواحدة".
وأضاف: "
الوحدة الإسلامية اليوم أوسع بكثير مما كانت عليه في بداية
الثورة الاسلامية الايرانية بحيث أن تقريب المذاهب الإسلامية هو الآن حقيقة واقعة في مجال الدبلوماسية الدينية والدبلوماسية العامة، وقد تحقق بالاستراتيجية التي اتبعها إماما الثورة(الامام الخميني والامام الخامنئي).
المستوى الأول: الوحدة الداخلية
وصرّح شهرياري بأن الوحدة الداخلية هي وحدة ذاتية المنشأ، قائلاً: "لقد نجحنا في إنشاء نموذج للعالم الإسلامي في الجمهورية الاسلامية الايرانية. في السنوات الأولى لنشاط المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، كان السؤال المطروح دائماً هو ضرورة تحقيق الوحدة داخل البلاد أولاً، ثم تحقيقها على المستوى العالمي. لذلك، بُذلت جهود واسعة لتحقيق التقارب بين المذاهب والأعراق المختلفة".
إقرأ أيضاً:
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلى الجهود التاريخية في مجال التقريب والوحدة الإسلامية، قائلاً: "منذ عهد آية الله العظمى البروجردي، بدأت الوحدة الداخلية، ومع حضور الإمام الخميني (ره) وتوضيح نظرية الوحدة المذهبية، تم قبول الشيعة وأهل السنة جنباً إلى جنب. قبل الإمام الخميني (ره) بصفته مرجعاً شيعياً أهل السنة، وأعلن أن الصلاة خلف أهل السنة صحيحة، والمشاركة في جنازاتهم جائزة. كما اتخذ قائد الثورة الإسلامية الايرانية سماحة الامام الخامنئي خطوات كبيرة في ترسيخ الوحدة الداخلية بإصدار فتاوى تدعم أهل السنة وتحرّم الإساءة إلى مقدساتهم".
المستوى الثاني: الوحدة الإقليمية
وتحدث الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية عن الطبقة الثانية من الوحدة، قائلاً: "إن الوحدة الإقليمية تعني الاهتمام بالدول المجاورة وتعزيز روح الأخوة بين الشعوب الإسلامية. الأمة الواحدة تضمّ ملياري مسلم، منهم 10 إلى 15 بالمائة فقط من الشيعة والباقي من أهل السنة. يجب علينا تطبيق المفاهيم القرآنية مثل حبل الله، وحرمة التنازع، والأمة الواحدة على المستوى الإقليمي".
وصرّح الشیخ الدكتور حميد شهرياري: "هذه الوحدة الإقليمية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات بين الحكومات، تؤدي إلى أمن وراحة الشعوب وتعزيز مفهوم العيش المشترك للمسلمين. يجب على الحكومات، بالتوازي مع الشعوب، أن تنشر الأخوة الإسلامية على المستوى الإقليمي".
المستوى الثالث: الوحدة العالمية والإنسانية
وأكد أن الوحدة اليوم لا تقتصر على المسلمين فقط، قائلاً: "تتشكل الوحدة العالمية والإنسانية على أساس القيم الإنسانية المشتركة. القيمة الأولى هي كرامة الإنسان؛ أي حرمة وعزة واستقلال كل فرد. هذا الحق محفوظ لجميع البشر، مسلمين وغير مسلمين. هذه الكرامة هي أساس الإجماع العالمي في القضية الفلسطينیة، وتظهر أن البشر، بغض النظر عن الدين والمذهب، متحدون ضد الظلم والجور".
وأضاف شهرياري: "القيمة الثانية هي العدالة. أي ظلم أو انتهاك لحق الحياة والحرية والسكن والمعيشة للبشر، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، هو انتهاك للعدالة الإنسانية. الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون اليوم هو أكبر ظلم للبشرية، ويظهر ضرورة توسيع الوحدة الإنسانية".
وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية: "مفهوم الوحدة اليوم ليس مجرد مفهوم إسلامي، بل هو مفهوم عالمي، ويجب علينا، بالتعاون في إطار الاتفاقيات الدولية التي تقف ضد الأحادية، أن نتمكن من تأمين مصالحنا الوطنية وأمننا".
برامج ومحاور المؤتمر الدولي الـ39 للوحدة الإسلامية
وتابع الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حديثه عن المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية قائلاً: "في هذه الدورة من المؤتمر، سيتم توقيع كتب تقريبية، وارسال رسائل من مراجع التقليد العظام، وعقد اجتماعات للسيدات الدوليات والمحليات، وجلسات بحضور علماء محليين. يحضر المؤتمر أكثر من 210 شخصيات محلية وأجنبية، منهم أكثر من 80 عالماً دولياً بارزاً، بمن فيهم وزراء، ومفتون كبار، ومستشارو رؤساء، ونواب ورؤساء منظمات إسلامية كبرى، ورؤساء وزراء ووزراء سابقون من الدول الإسلامية".
وأضاف شهرياري: "بالإضافة إلى المؤتمر نفسه، سيتم عقد حوالي 200 ندوة عبر الإنترنت(أون لاين)، وهي عبارة عن تسجيلات لخطابات علماء لم يتمكنوا من الحضور أو أرسلوا خطاباتهم. إجمالاً، تمت دعوة أكثر من 2800 شخص، ومن المتوقع أن يحضر حوالي ألف شخص في قاعة المؤتمر".
وأعرب الشيخ الدكتور حميد شهرياري عن تقديره للتعاون الواسع من قبل المؤسسات والمنظمات، قائلاً: "في تنفيذ هذا الحدث، بالإضافة إلى المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، تتعاون وزارة الخارجية الايرانية، ورابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، والمجلس الأعلى للأمن القومي، وأمانة مجلس تخطيط المدارس الدينية لأهل السنة، ومنظمة الإذاعة والتلفزيون الايرانية، والجامعة الدولية للمذاهب الإسلامية، وغيرها من المؤسسات. في مجال المقالات، تم إرسال 392 مقالاً إلى أمانة المؤتمر حتى الآن، وتمت الموافقة على 148 مقالاً منها وسيتم تقديمها. المحور الرئيسي للمؤتمر هو (نبي الرحمة والأمة الإسلامية)، وتشكل مفاهيم الوحدة، ونبي الرحمة، وتشكيل الأمة الواحدة، الموضوعات الرئيسية للمقالات".
وأكد شهرياري: "في الشهرين الأخيرين، أدت الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك احتلال الأراضي وتهديد غزة والضفة الغربية، إلى ردّ فعل من الدول الإسلامية مثل مصر والسعودية وتركيا. هذا التغيير في سلوك الحكومات يدلّ على نمو التقارب الإسلامي الذي يجب تعزيزه وتشجيعه".
بناء الخطاب، بناء التنظيم، والرسالة العالمية
وأوضح قائلاً: "إنّ المهمة الرئيسية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في هذا المؤتمر هي بناء الخطاب؛ أي تغيير فكر ونظرة رجال الدولة والنخب في العالم الإسلامي نحو الوحدة. وتشمل علامات نجاح هذا الخطاب إنشاء مجلس حكماء المسلمين في الأزهر بمصر واستمرار وحدة الشيعة والسنة في الإعلانات والخطابات".
نبي الرحمة ومحورية فلسطين
وأشار إلى أهمية شخصية النبي الأكرم (ص) قائلاً: "إن النبي الأعظم هو قدوة الرحمة والسلام والأخلاق الحسنة للعالم كله. محبته منتشرة على مستوى العالم وتعزّز الوحدة الإنسانية. هذا العام، المحور الخاص للمؤتمر هو دعم فلسطين، وسيبحث المجلس الأعلى لمجمع التقريب هذا الموضوع على المستوى الدولي".
وقال الشيخ الدكتور حميد شهرياري: "لأول مرة، تم تعيين نائب من أهل السنة في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، مما يدلّ على التحقيق العملي للوحدة والانسجام في هيكل المجمع".
وأشار الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية إلى مكانة سلاح المقاومة، مضيفاً: "الضغوط الإعلامية ضد حزب الله لن تكون مجدية أبداً، لأن هذا الحزب مستقل، وقادته المؤمنون والعقلاء لن يوافقوا أبداً على تسليم سلاحهم لأعداء العالم الإسلامي".