وأُقيم الاجتماع التمهيدي الثاني لجائزة الإمام الخميني (ره) العالمية تحت عنوان "التقريب من منظور الإمام الخميني (ره): الأسس النظرية والتجارب العملية"، حيث ألقى حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ محمد مهدي تسخيري"، نائب رئيس جامعة الأديان والمذاهب الاسلامية للشؤون الدولية، محاضرة حول الأسس النظرية والتجارب العملية للتقريب من وجهة نظر "الإمام الخميني (ره) والراحل آية الله الشيخ محمد علي التسخيري(مستشار قائد الثورة في شؤون العالم الاسلامي)".
وقدّم حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي التسخيري شرحاً حول الأسس النظرية للتقريب من منظور الإمام الخميني (ره) وقال: "كان الإمام الخميني (ره) يرى الأمة الإسلامية فوق القوميات والمذاهب والحدود الجغرافية، وكان يؤكد على العودة إلى الإسلام المحمدي الأصيل".
إقرأ أيضاً:
وأضاف: "المقصود بالإسلام المحمدي الأصيل هو الإسلام في مواجهة الرؤى المحرّفة؛ أي في مواجهة الإسلام المتحجر والمنعزل الذي يختزل الدين في العبادات الفردية، وكذلك في مواجهة الإسلام السلطوي أو الأمريكي الذي يُستخدم كأداة لإضفاء الشرعية على الظلم".
وأشار الشيخ تسخیري إلى موضوع الولاية الإلهية كـ عامل للوحدة، وأردف قائلاً: "كان الإمام الخميني (ره) يعتبر الولاية استمراراً لخط النبوة ومحوراً مشتركاً لجميع المسلمين".
واستطرد قائلاً: "عندما يكون محور القيادة إلهياً، لا يمكن للقومية والمذهب أن يفرقا الأمة، ومن وجهة نظر الإمام (ره)، فإن الولاية الإلهية تضمن العدالة، والرابطة القلبية للأمة مع ولي الله ترفعهم فوق الخلافات القومية والمذهبية، كما أن العقلانية والاجتهاد الحيوي كانا من الأسس النظرية الأخرى التي أكد عليها الإمام (ره) حتى لا تؤدي الاختلافات الفقهية إلى الانقسام السياسي والاجتماعي."
وفي هذا السياق، أشار حجة الإسلام والمسلمين التسخيري إلى الأسس النظرية للتقريب من وجهة نظر آية الله تسخيري، مضيفًا: "لقد اعتبر الراحل آية الله التسخيري التقريب قائماً على القرآن والسنة، والمعرفة الصحيحة للمذاهب، والعقلانية والاجتهاد العلمي. وقد أكد على تحديد المشتركات وقبول الاختلافات، وكان يعتقد أن التقريب يجب أن يستند إلى تحليلات فقهية وعلمية وبعيداً عن التعصب. ومن وجهة نظره، فإن التقريب ليس وسيلة للسيطرة السياسية ويجب أن يقوم على الإيمان والمعرفة".