ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ...

صاحب النفس الدنيئة لايمكن الاطمئنان إليه بحال من الأحوال

14:42 - January 21, 2023
رمز الخبر: 3489594
بیروت ـ إکنا: صاحب النفس الدنيئة أبداً لا يُؤمَنُ جانِبُه، لا يمكن الاطمئنان إليه بحال من الأحوال، إذ لا تعرف متى يُنشِبُ مخالبه فيك، يلدغك حاضراً، ويقنصك غائباً، إن لِنتَ له استكبر عليك وأهانك، وإن ترَفَّعتَ عنه شتمك وأهانك، وإن صفحت عنه زاد في غِيِّه، وإن غفَرت له تمادى في ظلمه.

و رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "النَّفْسُ الدَّنِيَّةُ لا تَنْفَكُ عنِ الدَّنِيٌّاتِ".

النفس الدَّنيئة: هي النفس السافلة، الحقيرة، الخبيثة، المنحطة، وصاحبها هو الذي لا يرعوي عن ارتكاب الشر، ولا ينفك عن سلوك طريق الباطل، ولا يخجل من قول أو فعل، ولا يُنتَظَر منه خير أبداً، إلا إذا أقلع عن دناءته، وهذب أخلاقه، وتخلَّى عن رذائله، وأبدلها بالفضائل الكريمة، والسجايا الحَسَنة.

صاحب النفس الدنيئة: لا يحفظ وِداً، ولا يرعى عهداً، ولا يفي بوعد، ولا يصدق في قول، ولا يحفظ أمانة، ولا يرعوي عن خيانة، إن حدَّثَ كذب، وإن صمت مكر، وإن آخى نافق، وإن أحبَّ طعن، وإن عادى فَجَر، إن ناقش أساء، وإن عاتب جرح، وإن تبسَّم غدر، وإن عبس أبدى مكنون حقده، ومكبوت كيده، إن أقبل نحوك أقبل الشر، وإن أدبر عنك خَلَّفَ البُؤسَ والضُّرَّ.

صاحِبُ النفس الدنيئة: إن أعطاك أعطى نِكداً، ومَنَّ عليك، وإن مَنَعك منع طويلاً وذمَّك كثيراً، إن أعطاك قليلا يراه كثيراً، ويعتقد أن عليك أن تشكره ما حييتَ، وإن أعطيتَه كثيراً يرى أنك لم تعطه شيئاً، وأراد المزيد، لا يشكر الكثير، ولا يعترف بالقليل، لا يسرُّه شيء أكثر من أن تحتاج إليه، وحين تحتاج إليه يغيب عنك وتغيب أخباره، فإذا احتاج إليك تسمَّر أمام عينيك لا يتركك إلا أن تقضي حاجته كما يريد، وبالقَدرِ الذي يريد، وفي الوقت الذي يريد.

صاحب النفس الدنيئة: أبداً لا يُؤمَنُ جانِبُه، لا يمكن الاطمئنان إليه بحال من الأحوال، إذ لا تعرف متى يُنشِبُ مخالبه فيك، يلدغك حاضراً، ويقنصك غائباً، إن لِنتَ له استكبر عليك وأهانك، وإن ترَفَّعتَ عنه شتمك وأهانك، وإن صفحت عنه زاد في غِيِّه، وإن غفَرت له تمادى في ظلمه، إن اطلع على سيئة من سيئاتك ضخَّمَها وأعلنها، وإن اطلع على سِرٍّ من أسرارك أذاعه وتبجَّح به.

صاحب النفس الدنيئة: إن صاحبته كان شيناً عليك، يُلصِق بك المعايب، ويجلب إليك المتاعب، يسوؤه أن تكون صالحاً فيبذل جهوداً جبارة كي تصير مثله في الخبث والشر، ويسوؤه أن تكون ناجحاً مُوَفَّقاً، ويسوؤه أن تكون محبوباً مُكَرَّماً، ويسوؤه أن يكون لك في الناس مقام ومنزلة.

صاحب النفس الدنيئة: كالذبابة لا يطيب لها تتغذى إلا في المرعى الوبيء، حيثما توجد القاذورات تكون، كذلك هو حيث تكون الدناءة، والسفالة، والحقارة، والخباثة يكون.

الدناءة طبع لَئيم، وخصلة أخلاقية شديدة القبح، من ابتُلِيَ بها ابتُلِيَ بشرٍ عظيم، وفاته الخير كله، لم يهنأ عَيشُه، وعاش مُهانا في الناس، لا كرامة له فيهم ولا احترام، ومن يكن كذلك فبئس الشخص هو.

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

أخبار ذات صلة
captcha